القدس المحتلة: وكالات
القاهرة: إسراء خليفة
قالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة: إنَّ الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح جنوب القطاع غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس، في حين حذرت مقررة أممية من وقوع كارثة، بسبب الهجوم الإسرائيلي على المدينة.
وحذر المفوض السامي، فولكر تورك، من أن تلك الأوامر يمكن أن تصل إلى مستوى جريمة حرب. وشنت إسرائيل غارات جوية على رفح أمس الأول الاثنين، وطلبت من الفلسطينيين إخلاء أجزاء من المدينة الواقعة في جنوب غزة، التي تؤوي أكثر من مليون شخص شردتهم الحرب المستمرة منذ 7 أشهر، ويعيشون في الخيام والمدارس المزدحمة، بينما اقتحمت دبابات الاحتلال معبر رفح من الجانب الفلسطيني وسيطرت عليه.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الثلاثاء، خلال لقائه الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك من أن الهجوم البري على رفح من شأنه أن يتسبب في "عواقب إنسانية رهيبة وجرّ المنطقة إلى الفوضى".
من ناحيتها حذرت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، من أن الهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح جنوب قطاع غزة سيكون "مجزرة" و"هجوماً على المدنيين".
وقالت: "سيكون الهجوم على رفح، حيث يوجد فلسطينيون يائسون وفقراء وجياع، مجزرة كاملة في ظل هذه الأوضاع، ونعلم أنَّ هناك أيضاً وعياً دولياً بهذا الأمر".
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح أمس الثلاثاء، أنه سيطر على معبر رفح جنوب قطاع غزة بشكل كامل ويقوم بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة، واقتحمت دبابات الاحتلال المعبر وقد تداولت منصات التواصل مشاهد توثق اقتحام هذه الدبابات المعبر من الجهة الفلسطينية ووصولها إلى مبنى قاعة الوصول.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال: إنَّ الهجوم الذي بدأ الليلة الماضية على رفح جاء بقيادة الفرقة 162 وقوات مدرعات اللواء 401 وكذلك لواء غفعاتي.
من جانبها، أكدت مصادر طبية فلسطينية استشهاد 20 فلسطينياً إثر غارات إسرائيلية استهدفت منازل في رفح فجر الثلاثاء.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد مساء أمس الأول الاثنين أنَّ مجلس الحرب قرر بالإجماع مواصلة العملية العسكرية في رفح بذريعة ممارسة الضغط العسكري على "حماس" للمضي قدماً في الإفراج عن المحتجزين وتحقيق أهداف الحرب الأخرى.
ويأتي ذلك بعد إعلان "حماس" موافقتها على مقترح الاتفاق الذي قُدم إليها، غير أن مكتب نتنياهو قال: إنَّ الاقتراح الذي وافقت عليه الحركة "بعيد عن مطالب إسرائيل الضرورية"، بحسب زعمه، ما يكشف نوايا كيان الاحتلال الصهيوني المبيّتة بارتكاب مجزرة بحق المدنيين الفلسطينيين.
وتُعدّ مدينة رفح آخر ملاذ للنازحين في قطاع غزة المنكوب؛ فمنذ بداية العملية البرية التي شنتها قوات الاحتلال في 27 تشرين الأول الماضي، يُطلب من المواطنين التوجه من شمال القطاع ووسطه إلى الجنوب، بادعاء أنّها "مناطق آمنة".
في السياق، أدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
واعتبرت مصر، أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة.
وطالبت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.
إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال مقتل 4 من جنوده من لواءي النخبة غفعاتي وناحل، وإصابة 14، في القصف الذي شنته المقاومة واستهدف قاعدة عسكرية في كرم أبو سالم بغلاف غزة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه براً وبحراً وجواً على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن استشهاد 34735 مواطناً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 78108 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.