الأولمبي ورحلة باريس

الرياضة 2024/05/09
...

علي حنون

بعد أن طُويت صفحة رحلة منتخبنا الأولمبي في مُنافسات الدوحة القارية، بظفره ببطاقة التأهل الثالثة لأولمبياد باريس، التي سَتحتضنها مدينة النور والجمال خلال شهر تموز القادم، صار لزاماً علينا مُراجعة أحداث تلك الرحلة والوقوف بتمعُّن عند محطات بعينها ولاسيما، تلك المُواجهة، التي شهدت تعثُّرنا أمام تايلاند، وكذلك تحليل أداء لاعبينا في بقية المُواجهات..نعم تمكنا في النهاية من غايتنا وهي كسب إحدى بطاقات المرور إلى مُنافسات باريس، إلا أن ذلك لا يَلغي موضوعاً غاية في الأهمية وهو أن الأداء لم يكن في بعض المحطات بالمستوى المطلوب رغم وجود الرغبة في تقديم المستوى الأفضل، لكن التبايّن في الصورة الأدائية كان حاضراً..نعي - جميعاً - أن المُنتخب، الذي يَنشد امتطاء صهوة الأداء الأفضل والحضور الناجح في مثل هكذا محافل واستحقاقات، عليه السير في سبيل مُغاير يُجنبه تعثُّر المُباريات السابقة، وبلا ريب، فإن هذا الأمر لن يتحقق في حال لم نستفد من دروس مباريات قطر.
ولأن مُقابلات مجموعتنا في نهائيات أولمبياد باريس لن تكون يسيرة لاسيما أننا سَنواجه منتخبات عتيدة ومُتمرسة في فعالية كرة القدم، هي الأرجنتين وأوكرانيا والمغرب، التي لها باعها وحنكتها وصولاتها في كرة القدم، وبالتالي فإن استحقاقات من هذا الوزن تتطلب من اتحاد كرة القدم واللجنة الأولمبية توفير نوعية إعداد مُكثَّف خاصة أنه لم يعد في الوقت مُتسع لإقامة مُعسكرات تدريبية مفتوحة وليس أمامنا سوى التركيز في محطة تأهب تتوفر فيها سُبل التحضير المُثلى ومن ضمن فقراتها إجراء مباريات تجريبية على مستوى فني مُشابه لطريقة أداء منتخبات مجموعتنا ولا شك أن في خوض مثل هكذا مباريات فائدتين الأولى تتعلق بالوقوف على الأخطاء والثانية إعطاء تشكيلتنا صورة فنية قريبة من صورة المُنافسات، التي سيخوضها منتخبنا الأولمبي في المباريات الرسمية.
ولعلنا نعي، أن اجتماع التشكيلة بكامل عناصرها لن يتحقق، إلا قبل البطولة بأيام، ومع ذلك فإن أغلب العناصر، التي سيعتمد عليها المدرب راضي شنيشل ستكون مُتواجدة، في اللقاء التجريبي الأول للمنتخب الأولمبي، الذي سيتحقق مطلع حزيران مع نظيره المصري، وفي حال جرت الأمور حسب المُخطط، الذي اعتمده الاتحاد، فإن تشكيلة شنيشل ستخضع لمباراتين أخريين الثانية ستكون أمام منتخب أوروبي والثالثة أمام منتخب من أميركا الجنوبية، وهي مباريات كفيلة بتوضيح مسار وملامح الإعداد أمام الجهاز الفني، الذي ومع استعانته بالوجوه المُحترفة سَتُتاح له قائمة فيها من الأهلية المقبولة لمُواجهة المُنتخبات الثلاثة في مجموعتنا، والتي تنتمي إلى مدارس كروية مختلفة..ومع تأشير عديد المُتابعين والنقاد صعوبة المهمة العراقية في أولمبياد باريس، إلا أن ما يُمكن أن يجعل الأمور تسير باتجاه التفاؤل هو اندفاع لاعبينا لتقديم أفضل المستويات نظير الدعم والشغف في تسويق قدراتهم للعالم من خلال مُواجهتهم لمُنتخبات كبيرة، إلى جانب أن كرة القدم فعالية لا تعترف سوى بالبذل، الذي يُقدم وأن حساباتها تخضع فقط لجودة الأداء، لذلك نعتقد أن إمكانية تسجيل الحضور المطلوب أمر قائم ومُمكن.