نخبة آسيا

الرياضة 2024/05/12
...

كاظم الطائي 



لا تأتي النتائج في كلِّ عمل يخطط له بين ليلة وضحاها وتحتاج الأهداف المرسومة إلى جهود مضاعفة وخطوات تفوق المقرر وقرارات حاسمة قد تجد من يعارضها أو بعض العراقيل بطريقها ويبذل المستحيل من أجل ألّا ترى النور ليؤكد أنه الصواب ولا شرعية لكل جديد.

أفكار كثيرة ألقيت على طاولة البحث والمناقشة في عقود مضت لم تحظ بالاحتضان وبقيت تفاصيلها في طي النسيان أو الإهمال لأسباب مشرعة للتفنيد تارة لعدم واقعيتها أو عدم جدواها أو تكاليفها الكبيرة ووو وغير ذلك من تأويلات ومطبات تؤدي إلى تأجيلها أو غض النظر عنها. 

في الثمانينيات استحوذت كرتنا على أهم الألقاب القارية والعربية والإقليمية وتأهل منتخبنا الوطني لمونديال المكسيك في العام 1986. وفزنا بذهبية الدورة العربية الرياضية في المغرب 1985 وذهبية الدورة الآسيوية في الهند 1982, وكأس العرب 1985 والفوز بنسختين لكأس الخليج 1984 في سلطنة عمان و1988 في السعودية فضلاً عن ألقاب قارية وعربية للشباب والأندية وبطولات دولية. 

حقبة ذهبية وعقد لا يتكرر بلغت فيه فرقنا العالمية وارتفعت أسهم لاعبينا الذين رغبت بضمهم اشهر الأندية كان الرفض مشرعاً من قبل أعلى سلطة رياضية وكروية بحجة الحفاظ على مواهبنا وعدم التفريط بها في الملاعب الخارجية وأنها عملة صعبة لا يجوز هدرها وفقدت العديد من الفرص التي كانت ستخدم اللعبة ومستقبلها وتضعها في المسار الأفضل. 

جيل آخر ارتقى للنجومية وسلك طريقه بإصرار وحقق بطولة آسيا للشباب ورابع الدورة الأولمبية في أثينا 2004 وبطل كأس الأمم الآسيوية في العام 2007 وأحد منتخبات كأس القارات في العام 2009 في جنوب أفريقيا وغيرها من مراكز متقدمة في مختلف المشاركات. 

الأعوام الأخيرة شهدت اللعبة تطبيقاً أولياً لنظام الاحتراف بالاتفاق مع اللاليغا الإسبانية وزيادة رقعة الملاعب النظامية وغيرها من إجراءات مهدت لنتائج منظورة وأخرى تنتظر القطاف وتحتاج إلى جهود مضاعفة وخطوات تعزز رحلتها وتحديات تتطلب شجاعة في مغادرة العديد من التطبيقات السابقة. 

اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية وبالإمكان استيعاب الأفكار المطروحة والاستماع لوجهات النظر المتباينة بما يعزز مسار اللعبة. 

الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سيقيم في الموسم المقبل بطولة لأندية القارة وحسب تسريبات إعلامية تسمى بدوري النخبة و4 بلدان من عرب آسيا ستشارك فيه على ضوء معايير احترافية تم تطبيقها في المواسم المنصرمة وحظيت بالمقبولية والتميز في دوريات السعودية وقطر والإمارات والعراق لتضاف إلى أندية من اليابان وكوريا الجنوبية والصين وإيران وأوزبكستان وتايلند وأستراليا وماليزيا. 

المركز 58 عالمياً لكرتنا وتواجدها في منافسات الأولمبياد في باريس بين 16 منتخباً من قارات العالم وبلوغها عتبة نخبة آسيا مؤشرات على سعي اللعبة للعودة إلى سنوات زهوها في الثمانينيات حينما تأهلت لمونديال المكسيك عن قارة آسيا مع منتخب آخر وليس كما يصار اليوم بمنح 8 بطاقات ونصف للقارة الآسيوية في مونديال أميركا وكندا والمكسيك في وقت كانت فيه كرتنا تتفوق كثيراً خليجياً وعربياً وقارياً أليس كذلك.