القوات الروسية تجتاح خاركيف وتسيطر على 6 بلدات

قضايا عربية ودولية 2024/05/12
...

 موسكو: وكالات


بدأت القوات الروسية هجوماً برياً كاسحاً على مقاطعة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، في حين تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن معارك عنيفة على طول خط الجبهة، منتقداً موقف الغرب الذي طالبه بالأفعال بدعم أوكرانيا وليس الأقوال.

وبدأ الهجوم الروسي بالمدفعية والطيران والمدرعات على بلدة فوفشانسك وقرى حولها قرب حدود خاركيف مع مقاطعة بيلغورود الروسية، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرة قواتها على 6 بلدات في المقاطعة (حتى ساعة إعداد هذا التقرير عصر أمس السبت) واضطرت السلطات الأوكرانية لإجلاء آلاف السكان من المنطقة التي كان يسكنها 17 ألفا قبل الحرب. وأعلنت هيئة الأركان الأوكرانية مساء الجمعة أن المعارك مستمرة لمنع تقدم القوات الروسية في المنطقة، مشيرة إلى اشتباكات عنيفة للسيطرة على 3 قرى حدودية.

وأقرّ مسؤول عسكري أوكراني بأن القوات المهاجمة تقدمت مسافة كيلومتر واحد قرب فوفشانسك، وقال إنها تسعى لدفع القوات الأوكرانية للتراجع 10 كيلومترات ضمن خطة لإقامة منطقة عازلة، وأشارت هيئة الأركان الأوكرانية لأول مرة إلى أن الروس يحشدون قوات شمال مدينة خاركيف التي استرجعتها أوكرانيا بعد أشهر من بدء الحرب في شباط 2022.

وفي كييف، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن قائد الجيش أولكسندر سيرسكي أبلغه بأن معارك عنيفة تدور على طول خط الجبهة الممتد مسافة ألف كيلومتر، وأضاف أن الجيش الروسي شن موجة جديدة من العمليات الهجومية المضادة بخاركيف، وأن كييف ترسل تعزيزات إلى المقاطعة وترد على الهجوم الروسي بالمدفعية وطائرات مسيّرة.

وأضاف زيلينسكي، أن "إعلانات حزم المساعدات الجديدة من الغرب لأوكرانيا، ليست كافية"، وقال زيلينسكي، عبر منصة "إكس": "حزمة المساعدات المفيدة حقًا لأوكرانيا، هي الأسلحة التي يتم تسليمها مباشرة إلى البلاد، وليس مجرد الإعلان عن هذه الخطط"، مؤكداً أن بلاده تريد الأفعال لا الأقوال.

وأشار صحفيون من صحيفة "ذا هيل" الأميركية، إلى أن "زيلينسكي غير راضٍ عن هذه الإعلانات"، مشيرين إلى عدم الحماس لحزمة مساعدات جديدة.

وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأول الجمعة، تخصيص أسلحة جديدة لكييف بقيمة 400 مليون دولار، وفي الوقت ذاته، تتحدث الإدارة عن التقدم التدريجي للقوات المسلحة الروسية في الأسابيع الأخيرة، وهو أمر متوقع في المستقبل، بحسب قولها.

وجاء في مذكرة موجهة من الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى وزير خارجيته أنتوني بلينكن: "بموجب السلطة المخولة لي كرئيس في دستور وقوانين الولايات المتحدة، أفوض وزير الخارجية السلطة لتوجيه سحب بقيمة تصل إلى 400 مليون دولار من المواد والخدمات الدفاعية لوزارة الدفاع والتعليم والتدريب العسكري، لمساعدة أوكرانيا".

وتعتقد موسكو أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا تتعارض مع التسوية، وتشرك دول "الناتو" بشكل مباشر في الصراع وأنها "لعب بالنار".

وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفاً مشروعاً لروسيا. ووفقا له، فإن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي متورطان بشكل مباشر في الصراع الأوكراني، ليس فقط من خلال توفير الأسلحة، ولكن أيضًا من خلال تدريب الأفراد في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى. وصرح الكرملين، بأن تزويد أوكرانيا بالأسلحة من الغرب لا يسهم في المفاوضات وسيكون له تأثير سلبي.

وتلقت أوكرانيا مساعدات مالية وعسكرية ضخمة من الدول الغربية، على رأسها الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى، منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، في 24 شباط 2022.

وتسعى الدول الغربية، من خلال الدعم المادي والعسكري والسياسي الذي تقدمه لكييف، إلى عرقلة أهداف العملية العسكرية الخاصة، لكن موسكو أكدت في أكثر من مناسبة أن العمليات العسكرية في إقليم دونباس لن تتوقف إلا بعد تحقيق جميع أهدافها.

إلى ذلك، وافق الاتحاد الأوروبي، على مشروع الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وتبحث بروكسل حالياً نص المشروع مع كييف.

ونقلت صحيفة "ويلت أم زونتاغ" البلجيكية، عن مشروع الضمانات أن سفراء 27 دولة في الاتحاد الأوروبي وافقوا مؤخرا على مشروع "سري" من 11 صفحة يؤكد نية بروكسل تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا حتى نهاية حزيران المقبل، على أن تستمر هذه الضمانات لغاية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف "الناتو".