كيف نواجه تداعيات قرار توقيتات الدوام الرسمي؟

منصة 2024/05/14
...

  بغداد: نوارة محمد 

آراء وردود أفعال جاءت متباينة حول تطبيق قرار مجلس الوزارء العراقي في ما يخص تغيير أوقات الدوام الرسمي في وزارات ومؤسسات الدولة لمعالجة الكثافة المروريَّة، لكن الجميع يتفق على أن العراق في ساعات الصباح الأولى بلد غير صالح للعيش لأسباب تتعلق بالكثافة المروريَّة وبضعف الخدمات وتهالك البنى التحتيَّة.

وبعيداً عن التشاؤم فإنَّ هناك من يرى أنَّ البلاد تفتقر تماماً إلى التحضر وأدوات  الرفاهيَّة، ومن ثم فإنَّ المواطنين يعيشون معاناة لا توصف خلال الذهاب والعودة من وإلى الدوام.

علي كاظم عبر عن استيائه من مواعيد الدوام الجديدة، مؤكدا أن "التوقيتات الجديدة أسهمت في زيادة ساعات ذروة الاختناقات المروريَّة في معظم المناطق والشوارع الرئيسة للعاصمة بغداد". 

وأوضح أنّ "القرار لم يكن مدروساً، وأصبح الشارع العراقي مزدحما في أغلب الأوقات بعد أن كان ذلك محدودا بين ساعات الدوام الرسمي فقط". 

وأضاف أننا "بحاجة الى إعادة ترميم الطرق والجسور وبحاجة الى إعادة فتح الطرق المغلقة في بعض مناطق بغداد الرئيسة عسى أن تُحل هذه المعضلة".

من جانبه، أكد خبير الطرق والجسور المهندس عدنان مظلوم أن "تحول الشارع العراقي الى بحيرة عائمة من السيارات من دون أية توسعة في شبكة الطرق والجسور، ولا لأي تحديث بوسائل النقل العام، فضلا عن القطع الحاصل في  العديد من الطرق الرئيسة والفرعيَّة لأسباب تتعلق بالبناء والخدمات جعلت حل الأزمة أقرب الى المستحيل".

وتابع: عموماً هذه التوقيتات مؤقتة ورئاسة مجلس بغداد تتابع بشكل جيد المتغيرات التي تطرأ على الشارع بعد اعتماد توقيتات الدوام الرسمي الجديدة في العاصمة، وهذا القرار له إيجابيات كما له سلبيات، وهو يحتاج الى وقت أطول لغرض دراسته بشكل جيد وإعطاء رأي نهائي بشأنه.

آمنة محمد، وهي أم لثلاثة أطفال وموظفة في مديرية الطرق والجسور قالت إنّ "قرار تغيير ساعات الدوام الرسمي الذي ينتهي الرابعة عصرًا أثر سلبًا علينا وعلى أولادنا، ما مصيرنا نحن الأمهات وأولادنا وهم طلاب البكالوريا مُقبلين على الامتحانات النهائيَّة؟. 

وأضافت: للأسف القرار لم يخدمنا لا بل على العكس صُرنا مُلزمين باعتماد خطط جديدة لا سيما أن وزارة التربية ومؤسساتها لم تواجه هذا التغيير، كما أن مدارس رياض الأطفال والحضانات لم تراعِ تغير توقيتات ساعات دوام الموظفات، الدوام الرسمي ينتهي بعد الواحدة ظهراً وهذه كارثة كُبرى بالنسبة لكثيرات. 

وفي وقت سابق تداولت محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي تقرير صادر عن مجلة الإيكونومست البريطانية الذي وصف بغداد بأنّها واحدة من أسوأ المدن في حركة السير لما تشهده المدينة من ازدحامات مرورية خانقة، فضلا عن تهالك الطرق والبنى التحتية الأمر الذي أثار امتعاض العراقيين، لا سيما أن جميع الإحصائيات في دول العالم تشير الى توتر حركة السير في ساعات الصباح. 

الباحث أكرم عطا لله وهو موظف في وزارة التخطيط يؤكد: ليست بغداد وحدها تعاني الاختناقات المروريَّة، مُدن كثيرة تواجه هذه الأزمة، لكن الأسوأ من ازدحام المروري في العالم أن هذه الأزمة تتفاقم مع اتساع حجم الطبقة الوسطى التي تقترن بالمستوى الاجتماعي في البلد وتزايد الإقبال على قيادة السيارات. 

في سياق آخر يبين الخبير الاقتصادي مصطفى حنتوش أنَّ "الازدحام المروري يعد معضلة حقيقية، وهو أمر مستمر منذ سنوات وعميلة تقديم الدوام ساعة واحدة أسهمت فعليَّاً بفك الزحام وهو قرار صحيح فتفكيك الدوام سهّل عملية وصول الطلبة والموظفين الى دوائرهم وجامعاتهم، وأسهم في تخفيف الضغط على الشارع العراقي أيضا لكننا بحاجة كبيرة الى التعجيل في عمليات الإعمار التي شلّت الشارع العراقي وبحاجة أيضا الى إعادة فتح الطرق والشوارع الرئيسية".  وانتقد حنتوش سياسة استيراد العجلات غير النظامي الذي تشهده البلاد ذاكرًا: يجب الوقوف بوجه الاستيراد وعلى الجهات المعنية فرض سياسات صارمة على التجار والشركات المستوردة في ما يخص نظام استيراد غير الرسمي ويفترض تتبع حركة سعر السلع داخل العراق، حيث السوق غير النظامي الفوضوي أمر جعل الشارع العراقي يعاني أزمة لا نهاية لها.

لكن سارة حميد، وهي طالبة في الجامعة المستنصرية ترى أن التوقيت الجديد أمر زاد صعوبة الرحلة الجامعية، كما قالت "في هذه الأيام صُرت مضطرة على إهمال المحاضرة الأخيرة لأتمكن من الوصول الى منزلي قبل الساعة الخامسة، أنا وكثيرات مثلي يصعب علينا العودة بعد أكثر من هذا الوقت في ظل غياب التحضر الذي يعيشه الشارع العراقي".