سان فرانسيسكو: أ ف ب
قدمت "أوبن إيه آي" نسخة جديدة من "تشات جي بي تي" تتيح للمستخدمين إجراء محادثات شفهية سلسة مع البرنامج، في خطوة إضافية نحو تطوير برمجيات مساعدة فائقة التطور عبر تقنية الذكاء الاصطناعي، المحرّك الرئيس الحالي لشركات التكنولوجيا العملاقة.
وبفضل النموذج الجديد الذي يحمل اسم "جي بي تي - 4 أو" GPT-4o، سيكون "تشات جي بي تي" قادراً على فهم النص والصوت والصور، والاستجابة عبر الكتابة أو الصوت أو من خلال توليد الصور.
وستضاف هذه الإمكانات الجديدة تدريجاً إلى "تشات جي بي تي"، أولاً على صعيد النصوص والصور للمشتركين في الخدمة المدفوعة، وأيضــاً لمستخدمـــي النســخة المجانية مع فرض قيود على الاستخدام.
ويُتوقع طرح الإصدار الجديد مع "Voice Mode" ("الوضع الصوتي") في الأسابيع المقبلة للمشتركين بالخدمة المدفوعة. وتتيح هذه الخاصية إعادة إنتاج مناقشات بين البشر بطريقة لافتة.
وفي عرض مباشر بالفيديو، نجح "تشات جي بي تي" في قراءة مشاعر المستخدمين على وجوههم عبر كاميرا الهاتف الذكي، كما قدّم لهم توجيهات خلال تمارين التنفس، وتلا على مسامعهم قصة وساعدهم في حل مسألة رياضيَّة. والأهمّ أنه في إمكان المستخدمين مقاطعة البرنامج في أي وقت
بسهولة.
وتوجهت البرمجية إلى مهندس في "أوبن إيه آي" بالقول "تبدو سعيداً (...) هل تريد أن تخبرني عن سبب المزاج الإيجابي هذا؟"، فأجاب المهندس بأنه يخبر الجمهور عن مدى "فائدتها وروعتها"، لترد عليه البرمجية "توقف، أنت تجعلني أحمرّ خجلاً".
ونفى رئيس "أوبن إيه آي" سام ألتمان شائعات حول إعلانات تعدّ لها الشركة.
وأعلن عبر منصة إكس "لا جي بي تي - 5، ولا محرك بحث"، لكن "كنا نعمل على بعض الأشياء الجديدة ونعتقد أن الناس سيحبونها"، مضيفاً "بالنسبة لي، إنه مثل السحر".
وكان ألتمان كشف في وقت سابق عن إعجابه بفيلم الخيال العلمي "هير" "Her"، والذي تروي قصته وقوع رجل في حب الذكاء الاصطناعي من خلال التحدث معه شفهياً. وقال في مؤتمر في أيلول الماضي "لقد كان الأمر بمثابة نبوءة مذهلة"، "وقد ألهمنا ذلك بأكثر من طريقة (...) ولا سيما أن يكون لدينا جميعاً وكيل شخصي يحاول
مساعدتنا".
ولا يزال أمام "تشات جي بي تي" شوط طويل قبل أن تصبح وكيلا بالذكاء الاصطناعي يملك معرفة شاملة وقدرات استباقية وإمكانات مكيفة مع رغبات المستخدمين الشخصية، وهو ما تعد به الشركات. لكن هذا التحديث أثار مشاعر متضاربة من الإعجاب والقلق لدى الخبراء في القطاع.