{الأكل النظيف».. بين الحقيقة والتصوّر الخاطئ

من القضاء 2019/06/08
...

ترجمة / عادل العامل
 يُستعمل تعبير “الأكل النظيف” كمفهوم لنظام غذائي يتجنّب فيه الشخص الأطعمة المكرَّرة والمصنَّعة وتلك التي تنطوي على مكوّنات اصطناعية، كبعض المواد المضافة additives والحافظة. والهدف، بدلاً من ذلك، هو تناول أطعمة طبيعية، كاملة، كما تقول راشيل نول في تقريرها
 هذا.
وكما أن هناك مستويات متنوعة من الاتجاه النباتي في الأكل، فإنّ الشخص الذي يتّبع نظاماً غذائياً نظيفاً يمكن أن تكون لديه آراء مختلفة عما ينبغي أن يحتوي عليه هذا النظام من
 أطعمة. 
فقد يرفض بعض الأشخاص الملتزمين بالغذاء النظيف أن يتناولوا، مثلاً، أطعمةً تمت معالجتها بالهورمونات، ومضادات الجراثيم، ومبيدات الحشرات، بينما يمكن أن يختار غيرهم ألّا يأكلوا أطعمةً تم تعليبها في صناديق أو جرار.
 
ما هو الأكل النظيف؟
غالباً ما تشير المجلات والكتب المعنيّة بالأكل النظيف إلى أن النظام الغذائي النظيف يساعد الشخص على التمتع بمنافع صحية كثيرة. ويمكن أن تتضمن هذه المنافع طاقةً مضاعفة، وجِلداً متألقاً، ووزناً مناسباً.
وعلى كل حال، فإنّ الكثير من الادعاءات المتعلقة بالأكل النظيف تمثّل، وفقاً لمقالةٍ في (المجلة الطبية البريطانية)، “تفسيراً للحقائق غير محكَمٍ علمياً”. رغم أن الأكل النظيف يمكن أن يساعد الشخص على الشعور بأنه أفضل حالاً من الناحية البدنية، وهو ما تفعله طرق أنظمة غذائية أقل تقييداً.
والأكل النظيف يشكّل بالتأكيد واحدة من الطرق، وليس الطريقة الوحيدة، لتحقيق صحةٍ أفضل.
ومهما كان الأمر، فإنّ معظم الناس الذين يتّبعون نظاماً غذائياً نظيفاً يحاولون أن يتناولوا غذاءً صحياً من دون مواد مضافة واصطناعية. وقد يكون اتخاذ طريقة نظيفة للغذاء أمراً نافعاً لأن الشخص يقوم هنا باختيارات صحية ويتناول أطعمةً تحتوي على مقدار أقل من المواد الحافظة والملح
 والسكريات.
وعلى كل حال، فإنّ هناك أيضاً جانباً آخر للأكل النظيف أقل صحّيةً بكثير، إذ يمكن أن يصبح الشخص مسكوناً بهاجس ما يأكل وما لا يأكل إلى حدّ أنه يفقد التنوّع الضروري في الأطعمة
 الصحية.
 
الأكل النظيف جيّد على الدوام
والحقيقة هي أن تناول الشخص أكلاً نظيفاً لا يعني أنه يتخذ الطريقةً الأفضل للتمتع بصحة جيدة. 
إذ يمكن أن يسكن بعض الأشخاص هاجس معرفة الأطعمة الأكثر نظافةً أو الامتناع عما هي ليست كذلك برأيهم. وهو ما يدعوه بعض خبراء الطب بهوَس الأكل الصالح.
بينما يمكن أن تكون أطعمة هؤلاء غير صحية. ويمكن أن يبدأ بعضهم بعزل أنفسهم عن الآخرين لأنهم يركّزون كثيراً على نظامهم الغذائي ويخشون من انتقاد أولئك لهذا الغذاء، وقد يتسببوا لأنفسهم هكذا بأضرارٍ صحية. 
 
بعض الأطعمة قذرة
والحقيقة أن وجود بعض المواد المضافة في أطعمة معينة لا يعني أنها غير صحية.
فبعض الأشخاص المداومين على نظام الأكل النظيف يمكن أن يرفضوا تناول أية أطعمة تحتوي على مواد مضافة لأنّهم يعتقدون بأن هذا الطعام ليس في حالته الطبيعية الأنقى. مع أن هناك مواد مضافة غذائية نافعة. من ذلك، مثلاً، فيتامين د الذي يمكن أن يُضاف إلى الحليب لتقوية العظام، أو الحديد إلى عصير البرتقال. وبالرغم من أن هذه الأغذية يمكن أن لا تكون نقية بالمعنى الحرفي، فإنها يمكن أن تساعد الشخص على تلبية احتياجاته الغذائية اليومية. 
وعلى أية حال، فإنّ بعض المواد المضافة غير مفيدة ويمكن أن توصف بأنها قذرة. وأحد الأمثلة في هذا الإطار ما يدعى بالدهون اللا مشبَعة trans fats، التي تُضاف إلى الأطعمة لمدّ عمرها التخزيني أو مدة صلاحيتها. إذ يُعتقد بأن هذه الدهون تزيد من مستويات الكوليسترول لدى الشخص، ويمكنها أن تتسبب في مشاكل لصحة القلب.
 
الأكل النظيف أكل صحّي 
والحقيقة أن الشخص يستطيع أن يتناول أطعمة صحّية من دون أن يكون من الضروري تسميتها بأطعمةٍ نظيفة. 
إنّ الأكل النظيف مناورة تفيد بأن الشخص يحاول أن يتخذ خيارات أكثر حكمةً بشأن الأطعمة التي يتناولها. وعموماً، فإن نظام الغذاء النظيف ليس هو نظام الغذاء الصحي نفسه تماماً. فالكثير من التوصيات المتعلقة بهذا الأخير لا تستبعد الأطعمة المحضَّرة والمعلَّبة.
وتُجمل جامعة هارفارد قائمة الأكل الصحي بالتالي:
• تشكيلة من الثمار الملوّنة والخضراوات غير المقليّة.
• الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون وزيت عبّاد الشمس.
• الحبوب الكاملة، والباستا (نوع من المعكرونة)، والرز البنّي.
• مصادر البروتين، كالسمك، والدواجن، والجوز والبقول.
• شرب الماء، والشاي، والقهوة، مع الحد من الحليب والعصائر، وتجنّب المشروبات  المحلّاة كليا.
 
عن /  Medical News Today