الأضواء القطبيَّة.. خطرٌ يختبئ خلف الجمال

علوم وتكنلوجيا 2024/05/21
...

 باريس: أ ف ب

أبهر شفقٌ قطبيٌّ شماليٌّ وجنوبيٌّ سكّانَ الأرض في الآونة الأخيرة، إذ أضاء السماء ليلاً بألوانٍ مختلفة ووصل تأثيره إلى المكسيك وجنوب أوروبا وإفريقيا... لكنْ بالنسبة إلى المسؤولين عن حماية المنشآت الأرضيَّة المعرضة للخطر جراء العواصف الشمسيَّة، تخفي هذه الألوان المذهلة تهديدات على مستويات مختلفة.
يقول منسق برنامج السلامة الفضائيَّة في وكالة الفضاء الأوروبيَّة كانتان فيرسبيرين: «علينا أنْ نفهم أنّ ثمّة خطراً يكمن وراء هذا الجمال».
ويشير مايك بيتوي من المركز الأميركي للتنبؤ بالطقس الفضائي، إلى المسألة نفسها، ويركّز «على التأثيرات الضارة التي يمكن أنْ تحملها» العواصف الشمسيَّة التي قد تعطّل الشبكات الكهربائيَّة والأقمار الاصطناعيَّة، وتعرّض رواد الفضاء لإشعاعات خطرة.
وكانت الأضواء الشماليَّة التي لوّنت السماء يومي 11 و12 أيار/مايو ناجمة عن أول عاصفة مغناطيسيَّة أرضيَّة «شديدة» منذ العاصفة التي سُجلت عام 2003 وأطلق عليها اسم «عواصف الهالوين» الشمسيَّة، وتسببت بانقطاع التيار الكهربائي في السويد، وألحقت أضراراً بشبكات في جنوب إفريقيا. وأشار بيتوي إلى أنّ الأضرار هذه المرة كانت على ما يبدو أقل، مع العلم أنّ اكتشاف شركات الأقمار الاصطناعيَّة لأي ضرر قد سُجّل يستغرق بضعة أسابيع أو أشهر. وسُجّلت بعض البلاغات عن توقف جرارات أميركيَّة آليَّة عندما تعطّل نظام التوجيه الخاص بها والذي يستند إلى نظام تحديد المواقع «جي بي اس».
ويقول منسق الطقس الفضائي في وكالة الفضاء الأوروبيَّة أليكسي غلوفر، إن بقعة جديدة «تظهر الآن» وقد تؤدي إلى «نشاط مكثف في الأيام المقبلة». ويؤكد أن النشاط الشمسي «لم ينته بعد»، رغم أنه يصعب التنبؤ بخطورة الانفجارات المحتملة أو ما إذا كانت ستتسبب في شفق قطبي. تُنشئ العواصف الجيومغناطيسيَّة شحنة كهربائيَّة تحرق دوائر الأقمار الاصطناعيَّة ما يتسبب بزيادة الضغط على شبكات الطاقة. ويعود أحدث وأقوى مثال على هذه الظاهرة إلى حدث كارينغتون عام 1859، والذي تسبب باضطرابات في خطوط التلغراف. لكن ماذا لو حدثت عاصفة مغناطيسيَّة أرضيَّة بهذه القوة مرة أخرى؟ عمدت معظم البلدان إلى تقويَّة شبكات الكهرباء الخاصة بها، من أجل تجنب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة كما حدث في السويد عام 2003 أو في كندا عام 1989. ويوصي بيتوي بالاحتفاظ بمعدات الإسعافات الأوليَّة لمواجهة أي انقطاع في الكهرباء يدوم يوماً أو يومين، بالإضافة إلى تخزين كميات من المياه في حالة تأثر محطات معالجة المياه. ويواجه رواد الفضاء تحديداً خطر التعرض لكميات كبيرة من الإشعاع، لكنْ ثمّة قسمٌ في محطة الفضاء الدوليَّة توفر الحماية لهم. وقد يمرّ الإشعاع المصاحب لعاصفة مغنطيسيَّة أرضيَّة عبر جسم طائرة تحلّق قرب القطب الشمالي، بحسب بيتوي. وتغيّر شركات الطيران أحيانا مسارات طائراتها في حالة حدوث عاصفة شديدة.