القاهرة: إسراء خليفة 

على خشبة مسرح السلام في القاهرة، عُرِضَتْ مسرحيَّة "أنا وجهي" للمخرجة والمؤلفة الدكتورة عواطف نعيم، وبطولة شذى سالم وسمر محمد وشيماء جعفر، وذلك على هامش مهرجان "ايزيس للمرأة" في مصر.

و"أنا وجهي" هي مسرحيَّة رمزيَّة تمثل رحلة ذهنيَّة لشخصيَّة تبحثُ عن ذاتها الضائعة التي تعني بالنسبة لها شخصيتها وهويتها وتحدد انتماءها الإنساني والوجه الذي تقابل به الناس، والذي غابت ملامحه وضاعت وسط فوضى الأقنعة، وكلّ شخصيَّة من شخصيات المسرحيَّة ترمزُ إلى جانبٍ من جوانب الشخصيَّة التي تبحثُ عن وجهها الضائع، فالمرأة الثالثة المقعدة على كرسي للمعاقين (سمر محمد) ترمز إلى الضمير المراقب الذي ينتقدُ أي تصرفٍ أو سلوكٍ تقومُ به الشخصيَّة ويقوم بسؤالها عن كل شيء، ويستهجن إجاباتها وهو غير راضٍ عنها على الدوام، وبالرغم من كل ما يمارسه من دورٍ إيقاظي فإنَّ هذا الضمير أصبح مقعداً ومعاقاً لا أحد يسمع كلامه أو يهتم به، أما المرأة الثانية وهي المرأة الشابة (شيماء جعفر) فإنَّها ترمز للمستقبل الذي ستؤول إليه رحلة البحث عن الذات، والذي سيتضح في النهاية أنه هو الوجه الضائع، أو الذات الضائعة التي تبحث عنها الشخصيَّة الرئيسيَّة (شذى سالم).

الفنانة الرائعة شذى قالت لـ"الصباح": "أجسد دور معاناة المرأة العربيَّة وليس العراقيَّة فقط.. مثلاً المرأة العراقيَّة مرَّت بظروفٍ قاسية والآن المرأة الفلسطينيَّة، والمرأة السودانيَّة، المرأة في اليمن، المرأة في كل مكان، هذا الحيف الكبير الذي يقعُ على المرأة كبيرٌ ويحملُ عدة وجوهٍ. لكي تستطيع أنْ تسير في حياتها، فهي بين أنْ تكون لا حول لها ولا قوة، مثل الجالسة على كرسي مقعدة، لكنَّ لديها تحديات، وبين المرأة الشريرة التي تحافظ على ذاتها، وهي ضائعة بين هذه الوجوه، تبحث عمَّا يمثلها، أو ما يكون هو فكرها وصورتها الحقيقيَّة للمجتمع، وكل الأشياء في المجتمعات تقعُ حيفاً على المرأة".

مخرجة العمل ومؤلفته الفنانة القديرة الدكتورة عواطف نعيم قالت: إنَّ "كل الشخصيات في العمل يبحثن عن وجوههنَّ الحقيقيَّة بين الوجوه المتعددة، ووجوه القتلة، ووجوه المتزلفين، ووجوه الانتهازيين للفرص أو وجوه الضحايا، والوجوه الثائرة والوجوه الحقيقيَّة الموجودة، هي ليست وجوهاً لممثليها بقدر ما هي وجوهٌ لوطنٍ يبحث عن ذاته".

من جانبها قالت الفنانة سمر محمد: "سعيدة بحضوري للقاهرة، لا سيما في مهرجان إيزيس الذي يختصُّ بمسرح المرأة وأنا ود. عواطف نعيم نعالج قضايا المرأة في أعمالنا".