إجراءات لبنانية لضبط النزوح السوري

قضايا عربية ودولية 2024/05/22
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 


في إطار معالجة ما تسميه الأوساط السياسية بتغوّل النزوح السوري في لبنان، عمدت الجهات الرسمية إلى إجراءات عاجلة للتعامل مع هذا الملف الحيوي، فقد أعلن أمن الدولة، أنّ دوريّاته نفّذت جولة على السوريّين بعد توجيه إنذارات لهم بالإخلاء في عدة مناطق، بينما أكد النائب سعد حواط أنه «لو صرفت لنا عشرات المليارات، لم يعد باستطاعتنا استيعاب النازحين السوريين في بلادنا المنهارة على مختلف الأصعدة».

وتشكل مسألة النازحين السوريين في لبنان عقدة كبيرة، نظرًا لحجم الكتلة الديموغرافية السورية المتواجدة على الأراضي اللبنانية وحجم الأزمة الاقتصادية العاصفة في البلاد منذ عام 2019، وكان المدير العام للأمن العام بالإنابة في لبنان اللواء الياس البيسري، قد أطلق في وقت سابق جرس إنذار من عواقب عدم معالجة أإزمة النزوح السوري في لبنان بقوله: «إن 42 % من سكان البلاد حالياً هم من السوريين»، مشددًا على أن «انفجار ملف النزوح لن يرحم أحداً بمن فيهم أوروبا». 

هذا، وقد عمدت الجهات المعنية في لبنان إلى إجراءات لضبط هذا النزوح عبر فتح نافذة العودة الطوعية لمجاميع منهم، وغلق المحال التجارية المفتوحة في عدة مناطق خلافاً للقانون اللبناني، فقد نفذ أمن الدولة عدة «دوريّات على السوريّين الذين تمّ توجيه إنذارات لهم بالإخلاء في بلدة كوبا في الشمال، وكان تجاوبهم 100 % من دون أيّ حادث يُذكر، وقد خلت البلدة من أيّ تواجد للنازحين السوريين فيها»، مشيرا إلى أنّ «الحملة لا تزال مستمرّة، تنفيذاً لقرارَي وزارة الداخلية ومحافظ الشمال، القاضيين بتنفيذ إنذارات وإخلاء مختلف البلدات الشمالية».

بينما أشار مصدر لبناني، إلى أن «الإجراءات لا تشمل الإخوة السوريين الموجودين أساسًا في لبنان قبل اندلاع الأحداث المؤسفة في سوريا، واضطرار الكثيرين إلى الهجرة تحت ظروف قاهرة، والذين يعملون في البلاد في مختلف المجالات وبالتأكيد هم مرحب بهم».

في السياق، وصف عضو كتلة حزب القوات اللبنانية، النائب زياد حواط، «هبة المليار يورو» التي أعلنت عنها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير مايين، المرتبطة بمسألة النزوح السوري في زيارتها الأخيرة إلى لبنان «بالوعود الوهمية وليست لها أي حقيقة على الأرض». 

وأضاف في حديث صحفي، أنه «لو صرفت لنا عشرات المليارات، لم يعد باستطاعتنا استيعاب النازحين السوريين في بلادنا المنهارة على مختلف الأصعدة»، ودعا إلى «الإسراع 

في إيجاد الحلول لهذا الملف الذي يهدد كيان لبنان».

ميدانياً، أعلن حزب الله شن 12 هجوما بالصواريخ الموجهة على المواقع الإسرائيلية في (الراهب والمطلة وراميا والمرج والمالكية وجل العلام وثكنات برانيت وراميم وزبدين) ومزارع شبعا المحتلة، في حين استهدفت إسرائيل بلدات عدة في جنوبي لبنان، ونعى حزب الله 6 مقاتلين قضوا في الغارات الإسرائيلية.