عمان: يعرب السالم
لا تستغرب وأنت تسير في ربوع الأردن الشماليَّة الخضراء إذا ما لاحظت بعضَ أشجار الزيتون بجذعها الكبير وكأنَّه وتدٌ قدْ دُقَّ في الأرض منذ آلاف السنين.
إنها أشجار الزيتون الرومانيَّة المُعمرة التي تجاوز عمرها الألف عامٍ وربما أكثر، فالكل في الأردن يعلم أنَّ الرومان عندما غزوا المنطقة عام 106م وأسقطوا دولة الأنباط. لم يأتوا بجيوشهم فقط بل بما وصلوا إليه من علمٍ في مجال الزراعة وغيره من الفنون العمرانيَّة، ولأنَّ شجرة الزيتون مباركة ومقدسة عندهم قاموا بزراعتها في أماكن متفرقة في الأردن. فهي شجرة دائمة الخضرة ومثمرة ويستخرج منها الصبغ والزيت. لذا بقيت هذه الشجرة منذ ذلك الحين تصارعُ الزمنَ وتقاومُ زوالها لأكثر من ألف عام.
ومعروفٌ أنَّ الزيتون الروماني يمتاز بصغر الحبة، وجودة الزيت المُستخرج ومقاومته للظروف الجويَّة الصعبة، لذا يعيش فتراتٍ زمنيَّة طويلة.