قد يتبدد شبح الحرب بين أميركا وإيران

آراء 2019/06/10
...

 وجدان عبدالعزيز
من خلال برنامج ترامب الانتخابي توقعنا وفي حالة فوزه سوف يبتعد في سياسته الخارجية عن الانغماس المباشر في مشاكل الآخرين، لان ضمن برنامجه الانتخابي هوتـُقـَلـِّيص المساعدات الخارجية منعا لتبديد أموال أمريكا على الآخرين، الا اذا كان في ذلك مصلحة مُلـِحَّة لأمريكا، وفِي أضيق الحدود لا يوجد اَي اهتمام لدى ترامب بقضايا إنسانية مثل حقوق الانسان أو المساواة أو البيئة ، وعلاقاته مع الآخرين سوف تحكمها المصالح الاقتصادية أولاً وإلى حد ما السياسية، وليس الانسانية او الأخلاقية ، هذه المعطيات جعلتنا لا نتفاجأ في تغيير تصريحاته ومواقفه وفق المعطى الاقتصادي، فحينما اقدم على الغاء الاتفاق النووي مع ايران، كان المعطى الاقتصادي حاضرا في ذهنه، فكان قد اتخذ عدة اجراءات ضاغطة على ايران، وكانت التحليلات كلها تصب في مجرى عدم الاشتباك مع ايران، حتى خطوة ارسال قوات هائلة للخليج، فالهدف منها معطى اقتصادي واضح، واقتربت طبول الحرب بين امريكا وايران، فشروط ترامب على ايران غير واقعية اصلا.
.فكان التحليل الذي لا يدرك مصالح امريكا ولا يعرف حجم ايران، الميلان نحو نشوب الحرب، وكالعادة كان التنصل والتخلي عن شروط اميركا ضد ايران حاضرا، ففي زيارته لليابان كانت تصريحاته مخالفة لسياق التصعيد، الذي انتهجته الإدارة الأمريكية في التعاطي مع الأزمة، والذي غلب عليه طابع التهديد والوعيد، حتى خيّل لكثيرين بأن شبح الحرب بات مخيما على الأجواء كما اسلفنا، وان لا مناص منها إلا بتطبيق ايران للشروط الـ 12  التي أعلنها  وزير الخارجية الأمريكية جورج بومبيو لوقف التصعيد العسكري ورفع العقوبات الاقتصادية الصارمة، التي فرضتها بلاده على ايران، وكالمعتاد تنصل ترامب عن كل الشروط وقال بالحرف الواحد: هدفنا كان الحصول على تعهّد ايران بعدم انتاج 
سلاح نووي!،
 وانه ليس الهدف هو تغيير النظام، لان ايران لديها إمكانيات اقتصادية عظيمة.. ثم ان تعهد ايران في الاتفاق النووي الذي وقعته امريكا ضمن مجموعة 5 + 1 مع ايران، كان حاضرا والذي تعهدت فيه بعدم انتاج أسلحة نووية وأخضعت منشآتها لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتزمت بالاتفاق بشكل كامل بحسب الوكالة الدولية، فلماذا افتعل ترامب هذه الضجة؟..اذن المعطى الاقتصادي كان حاضرا في هذه التصريحات اللافتة للرئيس الاميركي، وهذا الامر يعطينا تصورا كاملا ان مرحلة رئاسة ترامب، هي اعادة بناء  الاقتصاد الامريكي وحل مشكلة البطالة البيضاء فيها ، وكل شيء  آخر سوف يتم تسخيره لخدمة 
هذا الهدف .