المطبات الهوائيَّة.. شرٌ لا بُدَّ منه

علوم وتكنلوجيا 2024/05/29
...

 لندن: بي بي سي


توفي شخص واحد، وأصيب العديد من ركاب طائرة كانت متوجهة من لندن إلى سنغافورة، بسبب مطبات هوائية شديدة. وتعرضت الطائرة لنزولٍ مفاجئ، قذف بالمسافرين وأمتعتهم نحو مقصورة الطائرة، وهبطت الطائرة اضطرارياً في مطار بانكوك، في تايلندا.


فما هي المطبات الهوائية؟

يعرف المتعودون على السفر جواً، ما يحدث للطائرة عندما تدخل منطقة مطبات هوائية. فالمطبات يمكنها أنْ تهز الطائرة وتحولها عن اتجاهها، وتتسبب في تغيير ارتفاعها. ويقع أغلب المطابات الهوائية في السحب عندما تكون حركة الرياح غير منتظمة، حسب خبير الأحوال الجوية سي، سايمون كينغ، وهو ضابط سابق في القوات الجوية البريطانية.

وتكون هذه المطبات، في أغلبها، خفيفة، لكنْ عندما تقع في السحب الكبيرة، مثل السحب الركامية أو السحب الرعدية، فإنَّ حركة الهواء غير المنتظمة قد تسبب مطبات متوسطة أو حادة. وهناك نوعٌ آخر من المطبات تسمى «المطبات الصافية»، وهي مطبات تحدث من غير سحب. وهذه المطبات تسبب إشكالاً لأنه يصعب رصدها.

ويقول الطيار والباحث في الطيران، غي غريتون، إنَّ هذا النوع من المطبات يحدث في التيار النفاث، وهو تدفق سريع للهواء على ارتفاع 40 ألف إلى 60 ألف قدم. ويضيف أن الفارق بين سرعة الهواء في التيار النفاث والهواء حوله قد يصل 100 ميل في الساعة. والاحتكاك بين الهواء السريع والهواء البطيء هو الذي يسبب المطبات. وهذه مشكلة موجودة ويصعب تجنبها.

فإذا كنت مسافرا من أوروبا إلى أمريكا الشمالية، مثلا، فإنه من الصعب تجنبها تماما، حسب غريتون. وقد يتسبب ذلك في مطبات شديدة.


ما هي خطورتها؟

تصميم الطائرات يسمح لها بتحمل ما تسببه المطبات لها، حسب غريتون أستاذ الملاحة الجوية والبيئة في جامعة كرانفيلد. ويضيف أنه من المستبعد أنْ تتسبب المطبات في تدمير طائرة في الجو. لكنها لا تساعدها على الطيران. ولذلك يحاول الطيارون تجنبها، والتقليل من السرعة وربط الأحزمة. ويقول خبراء إن المطبات قد تتسبب في أسوأ الحالات بأضرارٍ هيكلية للطائرة، نظراً لقوة الرياح. ويمكن أن تكون المطبات الحادة خطيرة على المسافرين جواً، لأنَّ الحركة العنيفة قد تقذف بكل من لم يربط الحزام باتجاه المقصورة. لكنَّ خبراء الملاحة الجوية يقولون إنَّ الإصابات وحالات الوفاة نادرة في المطبات. ويشير الخبير، جون ستيركلاند، إلى أنَّ الاصابات في المطبات الحادة نادرة نسبياً إذا احتسبنا ملايين الرحلات الجوية في العالم.