زيد الحلي
لفت انتباهي، واهتمام المئات مثلي، ما نشره الخبير المالي والمصرفي السيد علي جليل عبيد في كروب خاص بمستثمري الشركات الخاصة، والمختلطة، حيث فتح جرحاً، ظل غائراً في خاصرة المواطن الذي وضع ثقته (ببعض) الشركات المجازة رسميّاً، من خلال شراء اسهمها، آملاً في أرباح مناسبة تغنيه عن العوز، فحصد تراباً (سهم بعض تلك الشركات أصبح أقل من سعر "صمونة" واحدة)!.
أشار السيد الخبير إلى شريحة واسعة من المستثمرين، معظمهم متقاعدون، أسهموا بأموالهم في شركات مجازة، لكنهم الآن لا يعرفون مصيرها، وسط صمت مطبق من البنك المركزي ودائرة مسجل الشركات والدوائر القطاعيَّة الأخرى التي منحت تلك الشركات إجازات العمل، وحدد بعضها بالاسم: (مصرف الوركاء، مصرف الشمال، مصرف دجلة والفرات، مصرف دار السلام، شركة الأصباغ الحديثة، الصناعات الغذائيّة، الصناعات الكحوليّة، والغازيّة الشماليّة) وغيرها.
إنَّ الشركات المذكورة، تأسست وفق قوانين حكوميّة نافذة، وحاليّاً بعضها، ولا سيما المصارف الموضوعة تحت وصاية البنك المركزي، أخذ رأسمالها يتآكل من خلال دفع الايجارات وفواتير الكهرباء والماء، ورواتب العاملين.. الخ، وكل ذلك على حساب ما تبقى من أموال المودعين ومشتري اسهمها.. وأسأل: أليس من المعقول، إنهاء هذه الحالة الشاذة، وتصفية تلك الشركات، وتوزيع المتبقي من الأموال، وهو نزرٌ يسيرٌ وفق نظام قسمة الغرماء، بدل أن يضيع الأخضر واليابس مثلما حدث مع مصرف البصرة الدولي؟.
اتفق تماماً مع ما ذكره السيد علي جليل، في سطوره، وأضيف أنّ في قطاع المصارف، توجد شركات لديها مؤشرات ايجابيَّة في عملها، وبلغت أسعار أسهمها درجة جيدة ومقبولة، ومؤكد أنّ ذلك جاء نتيجة إداراتها الناجحة، وشفافية بياناتها، وحرصها على التطور الذي حقق سمعة محليّة وعربيّة، ونمت أرباحها بشكل ملحوظ، وزادت أصولها، ولعل ذكر أسماء تلك المصارف، يعزز من تجذيرها في وجدان مساهميها ومودعيها الذين حظوا بأرباح مجزية، مثل مصرف بغداد، الأهلي، التنمية، المنصور، العراقي الاسلامي، وغيرها، وفي مقابل ذلك نجد وجود عدد من المصارف تعيش غفوة، لا نعلم متى تصحو منها.. ولعل ما أشار إليه الخبير المصرفي المعروف محمد الشمَّاع في نشره لمقارنة البيانات الماليّة الفصليّة "غير المدققة" للمصارف الخاصة العراقيّة للربع الرابع من عام 2023، ما يدعو إلى التأمل والغرابة، حيث وجدنا فيها 19 مصرفا رابحا، خلال المدة المذكورة، فيما وجدنا 3 مصارف خاسرة هي (مصرف الشرق الاوسط/ مصرف الانصاري/ مصرف القابض)! .. فهل من مجيب عن السبب الذي جعل 19 مصرفاً خاصاً رابحاً، مقابل 3 خاسرة؟.
لا يسعنا، إلا القول: هنيئاً لمساهمي المصارف الرابحة، والعزاء لمساهمي المصارف الخاسرة، وعوضكم على الله!.