غواصة أميركيَّة غارقة في بحر الصين.. مفعمة بالحياة

علوم وتكنلوجيا 2024/06/05
...

 توم ميتكلف

 ترجمة: شيماء ميران

في مطلع الشهر الحالي، اكتشف حطامُ غواصة أميركيَّة شهيرة، كانت قد غرقت أثناء قتالها سفينة حربية يابانيَّة قرب الفلبين عام 1944، ويعد الموقع مقبرة لأفراد طاقمها وعددهم 79 شخصاً لقوا حتفهم بغرق الغواصة.ووفق مشروع الاستكشاف الأثري (Lost 52) ومقره نيويورك، الذي توصل الى هذا الاكتشاف، فإن الغواصة {هاردر} اليوم تقعُ على عارضتها في قاع بحر الصين الجنوبي قرب جزيرة لوزون شمال الفلبين على عمق 3750 قدماً أي (1140 متراً).

تشير التقارير البحرية الى غرق الغواصة “هاردر” ، وهي من طراز “جاتو” سُميت على اسم نوع من الأسماك المعروفة بـ”هت ذيم هاردر”، في آخر مهمة أواخر آب عام 1944 لها مع جميع أفراد طاقهما بعد إصابتها بأضرارٍ بالغة نتيجة تلقيها قذائف العمق في معركة دارت مع مدمرة يابانيَّة. وبحسب تقارير البحرية الأميركيَّة فإنَّ “هاردر”، وهي أشهر الغواصات الأميركيَّة في الحرب العالمية الثانية، تمكنت من تدمير وإغراق خمس مدمرات يابانية والعديد من السفن الأخرى خلال ست دوريات في المحيط الهادئ، مسرح الحرب آنذاك.يقول “تيم تايلور”، الرئيس التنفيذي لشركة “ تيبورون تحت سطح البحر” ومؤسس مشروع (Lost 52): “إنها واحدة من أكثر الغواصات شهرة في الحرب العالمية الثانية، وتعدُّ اكتشافاً بحرياً تاريخياً”.


مقبرة حرب

تستخدم شركة «تيبورون تحت سطح البحر» مركباتٍ ذاتيَّة التحكم تحت الماء (AUVs) وغيرها من التقنيات لجمع البيانات من المواقع. يقود “تايلور” مشروع Lost 52، الذي يهدف إلى تحديد موقع حطام الغواصات الأميركية الـ 52 التي فقدت في البحر خلال الحرب العالمية الثانية وأربع أخرى فُقدت خلال الحرب الباردة.يؤكد “تايلور” أنهم تمكنوا من تحديد موقع حطام ثماني غواصات بالفعل، و”هاردر” هي التاسعة، وكل موقع يعدُّ مقبرة طاقم الغواصة، وعند العثور على الحطام يتم استذكارهم وتكريمهم لخدمتهم. يقول: “لدينا بروتوكول ينصُّ على أنه عند تحديد موقع غواصة، فإننا نحيي ذكرى الطاقم، إذ نلتزم دقيقة صمت ونقرع الجرس لكل فردٍ من أفراد الطاقم ونقيم صلاة يقودها شماس الكنيسة هو جزء من فريق البعثة”.حدد الفريق موقع الحطام من خلال دراسة تقارير معركتها النهائيَّة، ثم البحث في المناطق القريبة باستخدام السونار، والذي يمكن أنْ يكشفَ عمَّا موجود في قاع البحر، فضلاً عن المركبات ذاتية القيادة التي تذهب الى عمقٍ أكبر بكثير من الغواصين البشريين.يوضح “تايلور”: “انه رغم خطوات العمل لجعل البحث فعالاً قدر الإمكان، لكنها عملية طويلة وشاقة، أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش”.


الغواصة الغارقة

ما جعل عملية البحث تكون أكثر سهولة، رغم العمق الشديد للحطام، هو فترة الطقس المناسبة في الأسابيع الأخير للبحث واستخدام المركبات الآلية.

ولكون حطام «هاردر» عميقاً جداً، إذ لم يتمكن الغواصون من الوصول إليه، فقد حددته البحرية الأميركيَّة موقعاً محمياً. وذكرت في بيان لها أنَّ «الحطام يمثل المثوى الأخيرة لطاقم البحارة الذين ضحوا بحياتهم دفاعاً عن بلدهم ويجب على الجميع احترام ذلك كونها مقبرة حرب».

يُبين تايلور أنَّ «الصور التي التقطتها المركبات تُظهر الغواصة بأنها في حالة جيدة، وسليمة نسبياً، باستثناء الأضرار التي سببتها قذائف الأعماق». اليوم، وبعد مرور ثمانين عاماً عليه وهو تحت الأمواج يبدو الحطام وقد أصبح موطناً مزدهراً للحياة البحرية.

يضيف تايلور: «رغم أنَّ الموقع مقبرة محمية لـ 79 بحاراً أميركياً من الحرب العالمية الثانية، لكنَّ الغواصة مفعمة بالحياة هناك. إنه أمرٌ استثنائيٌّ للغاية».

عن موقع لايف ساينس