من الذي يحرقنا ؟

آراء 2019/06/10
...

حارث رسمي الهيتي 
 
من دأب على ان يضع سيارةً ملغومة كان قد ملأها بحقده قبل المتفجرات وبعدها ، فما ان ينتهي من عملية تفخيخها حتى “ يتفنن “ بوضع (الصجم) والمسامير والبراغي ليحصل على عدد أكبر من الضحايا ، فمن لم يقتله العصف أو المتفجرات فيسحظى بـ “ مسمار “ ، هذا الذي أصبحنا نعرفه ونسميه ارهابياً ، هو نفسه الذي طبع وروج للشهادات المزورة التي انتشرت في العراق وبصورة واضحة وفجة بعد العام 2003 ، هو ارهابياً ايضاً لأنه وبفضل تزويره قد حصل شخص ما على وظيفة أو منصب لا يستحقه ولا يفقه شيئاً فيه ، سمعنا ولأكثر من مرة ان طبيباً هنا وهناك كان يمارس عمله بشهادة مزورة ، ويشبههم ايضاً من يقف في منافذنا الحدودية ويسمح بفضل الرشوة اوالتهديد أو المحسوبية بعبور الكثير من المواد منتهية الصلاحية أو بعض من انواع المخدرات ما يشبه كل هذه هي الحرائق التي تطال حقولنا منذ شهر تقريباً . 
العجيب بالموضوع ان حوادث حرق كل تلك الهكتارات الزراعية من محصولي الحنطة والشعير لم تحظ بمتابعة واهتمام وسائل الاعلام ولم يسلط الضوء عليها بحجم الكارثة . مديرية الدفاع المدني اعلنت ان مجموع الحرائق التي نشبت وصلت الى 219 حريقاً خلال العشرين يوماً الأخيرة ، وبحسب ما تحدث به السيد عادل عبد المهدي فأن الحرائق كانت بأسباب جنائية وارهابية اضافة الى حوادث التماس الكهربائي ويتشارك مع السيد عبد المهدي بالرأي الكثير من الذين صرحوا حول الحادث !!
يحكى ومن باب الطرفة إن العراق في فترة حكم الطاغية صدام حسين ونتيجة لعدم استقرار الاقتصاد العراقي وانتشار البطالة والفقر و و و الخ ، اراد ان يستعين بخبرات اجنبية لوضع حلول لمثل هذه المشاكل ، فتم التعاقد مع مستشار أجنبي وحسب معلومات المخابرات العراقية التي تم تقديمها لصدام  فأن هذا المستشار ملحد، وضع صدام خطاً تحت كلمة “ ملحد “ وكان هامشه بأن ذلك لا يؤثر بشكل كبير على ما سيقدمه لنا من استشارة ، باشر هذا الاجنبي عمله بأن ذهب الى الشورجة وتجول في اغلب اسواق بغداد ، آخذاً بنظر الاعتبار متوسط عدد العائلة العراقية وما تحتاتجه ، ما هي وجباتهم الرئيسة ؟ وما هي متطلباتهم؟ وضع نتائج جولاته كمعطيات على ورق وهي في كل تفاصيل حياته اليومية التي عاشها مع مرافقيه من المخابرات يؤكد المعلومة حول كونه ملحداً ، ولكي يستطيع ان يخرج بنتائج جيدة ، علمية ، مقنعة سأل عن دخل الموظف العراقي لكي يقاطعها مع معطياته باعتبار ان العراق يتمتع بنسبة كبيرة من الموظفين في القطاع الحكومي ، تطلبت الاجابة على سؤاله هذا أن تؤخذ موافقة الرئيس فأجابهم بأنه لا مانع من اجابته ، فأجابته الوزارة المعنية بأن الموظف يتسلم راتباً شهرياً يصل الى ما يعادل الدولار الامريكي الواحد ، كانت علامات وجهه تبين ان الرجل تعرض الى صدمة كبيرة، بقي فترة من الوقت لا يستطيع أن يبدي أي ردة فعل بعدها قال جملة بلغته ، وبعد محاولات من قبل المترجم قال لهم لا استطيع أن اترجم جملته تلك سوى انه قال ( اكو الله معيّش هذا الشعب ) نحن اليوم اقرب الى حادثة هذا المستشار ، فحسب السيد حميد النايف الناطق الرسمي لوزارة الزراعة فأن عمليات الحرق هذه تمت بوضع هواتف نقالة تحتوي على صواعق تنفجر حال الاتصال بها ، وهذا يعني ان الموضوع هو فعل ارهابي بامتياز والتقارير الاخرى تشير الى استخدام العدسات المكبرة في اشعال حرائق مزارعنا ، هذه الافعال والتي تهدف بالدرجة الاولى الى ضرب الانتاج المحلي ، بعد أن تم لعبت الخصخصة والاهمال المتعمد لعبتهما بمصانعنا اليوم يتم التوجه الى ضرب الزراعة المحلية، بعد أن شاهدنا من دون ان نعرف ما توصلت اليه التحقيقات حول ضرب الثروة السمكية من قبل . كل هذا نواجهه نحن وحدنا من دون أن يكون للحكومة دور في شيء، نحن تركنا نحل مشاكلنا بالتراضي والفصول العشائرية ونعالج انفسنا بمستشفيات اهلية تجرم بمريضها ، ونعلم اولادنا بمدارس اهلية بعد أن عجزت مدارسنا الحكومية عن توفير تعليم جيد وتربية حسنة لهم، نواجه كل شيء بأنفسنا وحدنا لتنطبق علينا ( اذهب انت وربك فقاتلا ) !!!