بغداد: عمر عبد اللطيف
أقرّت وزيرة الاتصالات الدكتورة هيام الياسري، أن العراق يسير بشكل متواز مع العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكدةً أن الوزارة ستكون «بلا ورق» خلال المرحلة القليلة المقبلة، وبينما أعلنت قرب الإطفاء التدريجي للخدمة بتقنية «الواي فاي» (الأبراج)، والانتقال لخدمة (FTTH)، ذكرت الياسري قرب الإعلان عن اسم الشركة المشغلة لتقنية الجيل الخامس “5G”.
وقالت الياسري في كلمتها بمؤتمر قمة الاتصالات العراقية، أمس الأحد، وحضرته “الصباح”: إن “الحكومة وضعت التحول الرقمي الشامل معياراً لواحدة من نتاجاتها، إذ شكلت لجنة عليا برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أخذت على عاتقها تقييم واقع حال التحول الرقمي في العراق وشرعت بإجراءات التقييم الموضوعي، ووضع سياسة متكاملة حول الرقمنة في العراق”.
وأشارت، إلى أن “الوزارة باشرت بمشروع الأتمتة الشاملة والوصول إلى طموح (وزارة بلا ورق) لتكون نموذجاً بكل مفاصلها، حيث أعلن المشروع كمناقصة وستغلق قريباً للشروع بإجراءات تنفيذه”.
وبيّنت، أنه “في الأيام المقبلة ستقوم الوزارة بتنفيذ خطة مجدولة مدروسة تتضمن الإطفاء التدريجي للخدمة بتقنية الواي فاي (الأبراج) والانتقال لخدمة الـ(FTTH) وذلك في العديد من مناطق بغداد والمحافظات التي اكتمل فيها إنشاء شبكتين للألياف الضوئية”.
ودعت الوزيرة، المواطنين، إلى التوجه لـ”الاشتراك بخدمات الكابل الضوئي كونه يوفر خدمة سريعة بجودة فائقة وبأسعار مدعومة، وترك الاشتراك بخدمة (الواي فاي) لأنها تقدم خدمة إنترنت ضعيفة وبطيئة”، وبخصوص الرخصة الوطنية للهاتف النقال بتقنية الجيل الخامس 5G، قالت: “سنعلن قريباً عن اسم المشغّل الذي سيدخل العراق لتشغيل رخصة الجيل الخامس”.
وأضاف، أن “الوزارة تواصلت مع المنظمات العالمية بشأن الذكاء الاصطناعي، حيث شرعت بوضع الخطط والستراتيجيات لهذا النوع من التقنية، وهنالك لجنة عليا برئاسة السوداني لوضع أنظمته وسياساته في العراق، والذي هو يسير بشكل متواز مع العالم ولم يتخلّف عنه”.
وأكدت، أن “الحكومة تمتلك الاستقرار السياسي والأمني، الأمر الذي مهد لها النهوض بمجالات خدمية متعددة ومنها قطاع الاتصالات، وهنالك تعاون كبير بين الوزارة وهيأة الإعلام والاتصالات، إلا أن غياب التشريعات وعدم سن قوانين الاتصالات على مدى العقدين الماضيين أوجد بعض المشكلات الواقعية”، منوهةً بـ”قرب انفراج هذه التقاطعات ووضع النقاط على الحروف لعمل كل من الوزارة والهيأة”.
وعدّت الياسري، “العراق ممراً ينافس قناة السويس للاتصالات الدولية، حيث وقعت الوزارة عقوداُ مع الكويت عن طريق شركة الزاجل، ومع شركة STC السعودية من أجل إنزال كابل بحري في محطة الفاو، وهنالك مفاوضات جارية على أعلى المستويات مع شركة الاتصالات الإماراتية لإنزال كابل بحري رابع، وهنالك إجراءات ماضية مع شركة عمانتل العمانية لإمرار الاتصالات الدولية”.
وأوضحت، أنه “تم إنشاء خط ترانزيت من ضمن (طريق التنمية) حيث أنجزت تصاميم هذا المشروع، والمفاوضات جارية لإنشاء شبكة ترانزيت أخرى مستقلة إضافة لشبكاتنا العاملة في الوقت الحالي، ما ساعد على تفعيل العمل التجاري في موضوع الترانزيت”، معللة ذلك “بوضع سياسات سعرية مرنة تعتمد على التفاوض المباشر مع الزبائن ومجاراة أسعار السوق العالمية وعدم التزمت بالسياسات السعرية أو بأسعار ثابتة أفشلت سوق الترانزيت بالعراق على مدى السنوات السابقة”.
من جانبه، قال مستشار الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قاسم الحساني: إن “العراق كممر إقليمي سيكون أمام استثمارات كبيرة ليس للدول العربية فحسب وإنما حتى للعالمية، كما أنه سيكون منافساً قوياً لجمهورية مصر في هذا المجال”.
وأضاف الحساني، في حديث لـ”الصباح”، أن “العراق يجب أن يعمل على التحول الرقمي وزيادة الجهود المبذولة في هذا المجال، وصولاً إلى التحولات الثقافية والمعلوماتية والتركيز على التحولات المالية، مما يجعل العراق أكثر استقراراً وجاذبية للشركات العالمية والمستثمرين الأجانب”.
تحرير: محمد الأنصاري