الذكرى العاشرة لجريمة العصر {مجزرة سبايكر}

منصة 2024/06/12
...

 إبراهيم هلال العبودي

نستذكر هذه الأيام الفاجعة الأليمة والذكرى السنويَّة العاشرة لشهداء {سبايكر} ولفتوى المرجعيَّة الرشيدة، مستلهمين منهم روح التضحية والصمود بكل عنفوان وقوة، فشعبنا يحترم شهداءه ويكرّمهم كي يكونوا قدوة للآخرين ولتصبح دماء شهدائنا الطاهرة رمزاً ولواء في تحدياتنا ضد الظلم.
طوبى لرؤوسكم الشاهقات مثل ألوية الطف المجيدة، يا من كسرتم قيود الظلم ببراءة نفوسكم الزهرية، قسماً بدمائكم التي هدرت وأرواحكم التي زهقت لن نغفر لشرذمة الإرهاب فعلهم وسنسمّر على ألواح الموت أجسادهم النتنة.
فاليوم نعاهدكم عهداً أن تلك المجزرة ستبقى جرحنا النازف لا يضمده إلا تطهير أرضنا من الأوباش الذين دنسوه، نذكركم اليوم إن شهادتكم أججت فينا أوتار قادتنا السابقين، فجاءت فتوى نوابهم لتميط لثام الباطل جاهرة "إن الباطل كان زهوقاً" تلك الفتوى الخالدة لمرجعيتنا الرشيدة التي كللت رؤوس ثوار الحق بتيجان الشهادة وردت كيد الظالمين إلى نحورهم لتثبت للعالم أجمع أن في العراق شعباً حيّاً لا يموت، وهو حيٌّ بشهدائه وبعلمائه فليسعوا سعيهم وليناصبوا جهدهم فمبادئ أهل البيت "عليهم السلام" حاضرةٌ في ضمائرنا أبداً.
تعد مجزرة "سبايكر" من أبشع الجرائم بحق الإنسانية شهدها هذا العصر، إبان السيطرة البربريَّة لعصابات "داعش" الإرهابيَّة في حزيران عام  2014 والتي خلّفت جرحاً عميقاً في نفوس العراقيين، لايلتئم مع تقادم السنين، فالأقلام لن تجف عن وصفها كما لن تجف دماء شهداء، هذه الجريمة التي ارتكبها الإرهاب بحق الأبرياء العزل اثناء دخولهم الى محافظة صلاح الدين عام 2014، وتعاد إلى الأذهان المشاهد المؤلمة لجريمة "سبايكر" التي مثلت أكبر عمليات القتل الجماعي والموثقة وفقاً لتحقيق الأمم المتحدة للأرواح التي أزهقت والتي  ستبقى حيَّة في وجدان الشعب العراقي.
وقد وصفت الأمم المتحدة بأن "مجزرة سبايكر" جريمة إبادة جماعيّة نفذها إرهابيو "داعش" في 12 حزيران من عام 2014.
مجزرة بشعة عرفت بفاجعة العصر راح ضحيتها أكثر من 1700 طالب أعزل من مختلف المحافظات العراقية في كلية القوة الجوية بمدينة تكريت. فهذه الجريمة التي ارتقت فيها أرواح مئات الشهداء، متسلقة سلم الخلود إلى عليين، ستبقى شاهد حق ويقين على شذوذ الإرهابيين عن جادة العقل والصواب والإنسانية بعد أن اقتاد فيه الارهابيون الطلبة الى موقع القصور الرئاسية المطلّة على نهر دجلة ونفذوا جريمتهم البشعة رمياً بالرصاص وإلقاء جثث الشهداء في نهر دجلة. وقد أدان الشرفاء والعالم أجمع هذه الجريمة النكراء ومع مرور عشر سنوات على الذكرى الأليمة لهذه المجزرة التي ستبقى عالقة في أذهاننا وعلى مر التاريخ، نتوجه بالدعاء لأرواح الشهداء المغدورين الأبرياء بالرحمة والمغفرة وإلى عوائلهم بالصبر والسلوان.