العراق يوسع جهوده لاستغلال كامل ثروات الطاقة

اقتصادية 2024/06/12
...

 بغداد: حيدر فليح الربيعي

كثفت أغلب الشركات النفطية العالمية، جهودها للعمل والاستثمار في العراق، لاسيما عقب التسهيلات الكبيرة التي منحتها الحكومة لتلك الشركات في مجالي النفط والغاز، والتي أثمرت مؤخراً عن استثمار عشرات الرقع والحقول الجديدة في مختلف محافظات العراق خلال جولتي التراخيص الخامسة التكميلية والسادسة واللتين شكلتا نقلة نوعية في مجال زيادة الإنتاج النفطي واستغلال الثروة الغازية وتوفير الآلاف من الأيدي العاملة، فضلا عن أهمية تلك الجولات في تعزيز نسب التنيمة وزيادة عائدات البلد المالية.
وتعزيزاً لقدرات العراق في مختلف مجالات الطاقة، أكد رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، خلال لقائه المدير التنفيذي لشركة بتروجاينا الصينية في الشرق الأوسط، داي هوليانغ، اهتمام العراق بتطوير مشاريع الغاز، ضمن برنامج الحكومة في تطوير الصناعة التحويلية وصناعة الأسمدة، مبيناً أن ذلك الأمر سيمنح الاقتصاد قيمة مضافة، ويوفر فرص عمل.
كما أوضح السوداني، وفقاً لبيان أصدره مكتبه الإعلامي، أن وجود الشركات الصينية في مختلف القطاعات، ومنها قطاع النفط، يعزز التوجه لتطوير العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى مشروع الغاز المصاحب الذي افتتحه مطلع الأسبوع الجاري في محافظة ميسان والذي تنفذه شركة بتروجاينا، بوصفه أحد المشاريع الستراتيجية بين البلدين، كونه يقع ضمن أولويات الحكومة في إيقاف الهدر المتمثل بحرق الغاز، معبراً عن شكره لجهود جميع العاملين في هذا المشروع، مؤكداً أن هناك مواقعَ سيتم عرضها على الشركات، لاسيما مشروع تنفيذ الطاقة المتكاملة الذي يتضمن إنتاج النفط والغاز المصاحب ومحطات المعالجة ومحطة كهرباء ومصفى بتروكيمياويات.
وارتفعت نسبة كميات الغاز المستثمرة في العراق، وفقاً لوزير النفط حيان عبدالغني، خلال حديثه لبرنامج «واجب الصراحة» الذي يعرض على العراقية الإخبارية وتابعته وكالة الأنباء العراقية (واع) الى 63 بالمئة»، مبيناً أن «كميات الغاز المستثمرة وصلت إلى 1900 مليون قدم مكعب» .وأضاف الوزير، أن «ألف مليون قدم مكعب من الغاز يحرق يومياً» مؤكداً أنه «سيتوقف حرق الغاز بالكامل للفترة من 2028 إلى 2030» مشيراً إلى أن «العراق لن يحتاج إلى استيراد الغاز مستقبلاً»، منوهاً بأن «حقل عكاز ينتج 60 مليون قدم مكعب من الغاز» .وتابع، أن «احتياطي العراق من الغاز يقدر بـ 140 تريليون قدم مكعب»، لافتاً إلى أن «الغاز يعتبر أنظف أنواع الطاقة والوقود حالياً، مشيراً إلى إضافة طاقة تكريرية تقدر بـ 360 ألف برميل يومياً خلال عمر الحكومة الحالية» .ويشكل المشروع الذي تم افتتاحه في ميسان، وفقاً للمتحدث الرسمي باسم وزارة النفط، عاصم جهاد، خلال حديثه لـ»الصباح» خطوة باتجاه استثمار جميع الحقول التي تحتوي على الغاز، كاشفاً عن أن مشروع استثمار الغاز في حقل الحلفاية من قبل شركة بتروجاينا سيبلغ 300 ألف مقمق في اليوم. وسط ذلك، ترى الشركة الصينية، وعلى لسان نائب مديرها العام، أن «العراق أصبح اليوم أكثر انفتاحاً لتطوير القطاع النفطي، مبيناً أن الجهود الحكومية في هذا الجانب تمثل رسالة إيجابية لجميع شركات النفط، مؤكداً وجود توجه للتحول إلى استخدام الطاقة المتجددة بالاعتماد على التكنلوجيا في مختلف المشاريع التي تديرها الشركة» .وقال جهاد لـ»الصباح»: إن «العراق يسعى لتعزيز علاقاته الاقتصادية والنفطية مع مختلف الشركات العالمية، ويحاول بكل طاقاته استثمار الحقول الغازية واستغلال تلك الثروة في تدعيم الواقع الاقتصادي والتنموي في البلاد» مشيراً إلى أن «الوزارة وضمن خططها تعمل على اسغلال واستثمار جميع الحقول التي يتوقع أن تضيف كميات جديدة من الغاز المصاحب» .كما أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة النفط، على أن الخطط التي وضعتها الوزارة في هذا المجال، تتضمن استغلال واستثمار الرقع الاستكشافية الهيدروكربونية لتعزيز قدرة العراق في هذا الجانب وعدم هدر هذه الثروة الوطنية» مؤكداً أن الوزارة تدعو بشكل مستمر جميع الشركات العالمية لاستثمار حقول الغاز الموجود في باطن الأرض أو الغاز المصاحب» .
وفي ضوء الاهتمام العالمي الكبير بمجال استثمار الثروة النفطية في العراق، عبرت بتروجاينا، عملاق الصناعة النفطية الصينية، عن سعادتها للعمل والاستثمار في العراق، مبينة سعيها للتحول إلى استخدام الطاقة المتجددة (صفر كاربون) في جميع مجالات العمل التي تديرها بالاعتماد على التكنلوجيا.
وقال نائب المدير العام للشركة، يانك تاو خلال لقائه عدداً من الصحفيين وممثلي مراكز الدراسات، أن «العراق اليوم أصبح أكثر انفتاحاً لتطوير القطاع النفطي، وأن طرح الحكومة لهذا العدد من المشاريع في مجال النفط والغاز يؤكد الانفتاح الكبير في هذا القطاع، وهي رسالة إيجابية لمختلف الشركات العالمية» .كما توقع نائب المدير العام، التوسع بالاسثمارات مستقبلاً مع العراق في مجالي النفط والغاز، مشيراً إلى أن الصين أكبر شريك في الوقت الحالي ومورد للنفط مع الدول العربية، مؤكداً توجه الشركة إلى استخدام أعلى تقنيات التكنلوجيا بعمليات البحث والاستكشاف.
وأكد المتحدث، أن شركة بتروجاينا، وضمن توجهاتها الاجتماعية أيضاً، عملت على بناء العديد من الطرق والتبرع للمدارس وتعيين المئات من الموظفين العراقيين.