عقلك الباطن هو غرفتك المظلمة الكبيرة، وهو المكان السرّي الذي تتطور فيه حياتك الخارجية، ولذا فليس اسمك، ولا طريقة ملبسك، ولا والديك، ولا نوع السيارة التي تقودها..هي ما تحدد ما تكون ومن تكون، إنما أنت في الحقيقة تجسيد للمعتقدات التي تتخذ شكلا وصورة وتمتزج بالضوء والظل داخل غرفتك المظلمة.

     ومن منظور اخلاقي، فان عقلك الباطن محايد تماما، وهو قادر على النظر الى اي عادة باعتبارها سلوك ملائم، مهما كان حكمك او حكم الاخرين عليها بالسلب او الايجاب. وهذا هو السبب في أننا عندما نلقي بافكار سلبية داخل عقلنا الباطن - تلك الغرفة المظلمة الخاصة بنا - بشكل متكرر ، فاننا نفاجئ بشدة لكون تلك الافكار المظلمة، قد احدثت تأثير في تصرفاتنا اليومية مع الآخرين!.

    ومن أجل أن يتغير عالمك، لا بدَّ أن تغير عقلك.. من الداخل الى الخارج. لكنك أن تقبَّلت مفهوم تلك الغرفة المظلمة، فسوف تجد نفسك متحررا بسعادة من العواطف التي تحيط بعملية التغيير، وحين تعتنق وتؤمن بهذه الفكرة، سوف تجد أن تغير حياتك ليس بالصعوبة، التي تتخيلها.. وستتفاجئ عندما تعلم أن كل المعتقدات والميول، التي ترسخت بداخلك من مرحلة الطفولة المبكرة ما زالت تعيش بداخلك، ولا يزال لديها من القوة ما تستطيع أن تؤثر به في حياتك.

  واعلم،عزيزي القارئ، أن الغرفة المظلمة لعقلك الباطن مليئة بالأفكار الجديدة العظيمة، وعليه فإنك لا تحتاج الى أن تقلق بشأن استبدال الأفكار القديمة. وجديدنا لك.. أن ابدأ الآن بالتفكير في الأشياء الحقيقية والجميلة والنبيلة، وسوف ترى هذه الخصال تحيط بك دائما. 

وتذكر أن الله قد حتّم على الأشياء أن تكون جيدة أو جيدة جدا في طبيعتها، وكذلك يجب أن تفعل أنت. 

 إن نباهتك أوصلتك الآن إلى أن التفكير بهذه الطريقة، سوف يعطيك توجها جديدا وصحيا لافكارك، وسوف تكتشف أنك لن تكون بعد اليوم ضحية لصور عقلية، تعتقد أنه لم يكن لك دخل في ارسالها داخل عقلك الباطن.. وكل ما عليك أن تفعله هو ان تتوحد عاطفيا وذهنيا مع الخير، الذي تتمنى تفعله لك ولمن تحب، وستندهش أن القوى المبدعة لعقلك الباطن سوف تستجيب. ابدأ الآن واليوم، ودع العجائب والمعجزات تحدث في حياتك، وواصل واستمر، حتى يزول الظلام وينبثق نور الفجر..في حياة جديدة ستشكر (الصباح) عليها!