أربيل: نافع الناجي
في مكانٍ صغير بمحافظة أربيل، تتوقف عجلة الزمن لتعيد الى ذاكرتنا جزءاً من حياة الآباء والأجداد، حيث حوّل الحاج خالص يونس مصطفى هذا المكان لمتحفٍ شخصي يقضي أغلب أوقاته بين حاجياته ومقتنياته، التي جمعها خلال نصف قرن تقريباً من سِنِّي حياته.
وقام الحاج خالص بالتجوال في الكثير من محافظات البلاد، بحثاً عن القطع النادرة والتحف النفيسة التي كانت جزءاً من هوايته، ويقول: “منذ طفولتي الباكرة وأنا أتجول في محلات قلعة أربيل، وقد عزمت على جمع كل الانتيكات والتحف والقطع النادرة والعملات القديمة، وهذا الأمر حصل طيلة خمسة عقود من شبابي وعمري وأنا مستمر بهذه الإهتمامات”.
وأضاف: “كنت شاباً وأنا أطوف وأسافر الى القرى والأرياف بكل المحافظات لجمع هذه المقتنيات، وقد احتفظت بكثير من المواد التراثيّة، خلال الخمسين عاماً الماضية لأحافظ عليها وأجعلها مزاراً لمحبي هذا التراث”.
حوّل الحاج خالص حاجياته إلى متحفٍ شخصي يرتاده محبو الانتيكات والأشياء القديمة، حيث تزدان زوايا متحفه بالقطع ذات القيمة التاريخية، فكل قطعةٍ منها تحاكي فترة زمنية معينة وموروثاً شعبياً زادها رونقاً وأصالة.
بدوره يقول أحد الرواد وهو ماجد بازركاني: “المشكلة الموجودة عندنا، أن جيل الشباب الجديد، لا يعرف قيمة هذه الأشياء والأغراض القديمة التي ورثناها نحن من آبائنا وأجدادنا، لكن الروّاد من سنّي والأكبر عمراً يدركون أهميتها وقيمتها التاريخيّة
والثقافيّة”.
وبالعودة الى جامع التحف والمقتنيات، الحاج خالص فهو يقول: “تعايشت مع هذه القطع واهتممت بجمعها وترتيبها والمحافظة عليها وصيانتها، فهي تذكرني بسنوات عمري وأيام شبابي، ولي مع كل قطعة جمعتها حكاية وقصة طويلة”، ويتمنى خالص أن تتوسع هذه الهواية أكثر فأكثر، وتنتشر داخل وخارج أربيل والعراق وحتى الدول الأوروبية والغربية، حسب تعبيره.