بيَّن الفنان محمود أنور لـ "الصباح": الأغنية الأولى التي سجلتها تحت استعجال الفنان طالب القره غولي.. وكان مديراً لقسم الموسيقى والغناء في دائرة الإذاعة والتلفزيون، الذي حجز لي استديو على اليوم التالي، فصار لزاماً عليَّ التمرين مع الموسيقيين اليوم، فخابرت ملحنها طارق الشبلي.. رحمه الله، قادماً من البصرة، ليبيت في فندق بسيط، وسهرنا حتى الصباح، نتدرّب وفي الثامنة صباحا سجلناها، مسابقين الزمن؛ لشحة الاستديوهات مطلع الثمانينيات، وكانت أغنية من مقام الريست على إيقاع الخشابة، وكنت حينها طالباً في الصف الأول من معهد الدراسات الموسيقيّة، مقبلاً على الحياة بموهبتي ومواظبتي وجدية حمل رسالة الفن، فوقفت عند تحويلها الى عجم بإيقاع المقسوم، مكملاً التلحين عند السادسة صباحاً.. لم ننم، وغنيتها يقظاً والنعاس يظللني؛ وعندما انتهيت أعجبت الحاضرين فاعتمدت التسجيل، نالت رضا فطاحل.. محمد جواد أموري وطالب القره غولي ومحمد نوشي، كلهم جالسون في الاستديو، إذ اتضح أن مدير الاستديو اتصل بهم.. يجمعهم.. حولي كصوت جديد سيكون له شأن في الأغنية العراقيّة... قلت لهم: آسف أستاذ إذا أدائي قاصر.. ما نايم من البارحة، قالوا: يمعود أبدعت والأغنية ستبث بعد ساعة!، مؤكداً: أتذكر كل التفاصيل، ما عدا عنوان الأغنية.