أطفال يستعيدون السمع بالعلاج الجيني

علوم وتكنلوجيا 2024/06/26
...

 إيان سامبل
 ترجمة وإعداد: أنيس الصفار

استعاد خمسة أطفال ولدوا صمّاً سمعهم بعد مشاركتهم في تجربة استخدم فيها العلاج الجيني ووصفت نتائجها بأنها «مذهلة»، وهذا يعزز الآمال بإمكانية تطوير المزيد من وسائل المعالجة.
كان هؤلاء الاطفال عاجزين عن السمع بسبب طفرات جينية موروثة تحدث ارتباكاً في قدرة الجسم على إنتاج البروتين الضروري لتمكين الإشارات السمعية من المرور بانسياب ويسر من الأذن الى الدماغ.
عالج الأطباء في جامعة فودان بشانغهاي أولئك الاطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين عامٍ واحدٍ و11 عاماً، في كلتا الأذنين على أمل تمكينهم من اكتساب قدرٍ كافٍ من السمع ثلاثي الأبعاد يمكنهم من المشاركة في المحادثات وتمييز الاتجاهات التي تأتي منها الاصوات.
في غضون أسابيع من تلقي العلاج بدأ الأطفال يستعيدون السمع وصاروا قادرين على تحديد مصادر الأصوات وتمييز الكلام حتى وسط بيئات تسودها الضوضاء. اثنان من الأطفال سجلت لهم لقطات وهم يرقصون على أنغام الموسيقى، وفقاً لتقرير نشره فريق مشترك من الباحثين الصينيين والأميركيين في مجلة «نيتشر مديسن».
يقول الدكتور «شانغ يي تشن»، وهو عالم في مستشفى هارفارد التعليمي للعين والأذن في بوسطن الذي شارك في التجربة، ان النتائج كانت «مذهلة»، واضاف ان الباحثين بقوا يشهدون حدوث «تقدم دراماتيكي» في قدرة الأطفال على
السمع.
يستعين العلاج الجديد بفايروس خامل لتهريب نسخ تشغيل عاملة من الجين المصاب المسمى «أوتوف» وإيصالها الى الأذن الداخلية. بمجرد وصول المادة الجينية الجديدة الى الداخل تبدأ خلايا الأذن باستخدامها كقوالب لإنتاج نسخ عاملة من البروتين المطلوب المسمى
«أوتوفيرلن».
تظهر لقطات فيديو مسجلة للمرضى المشاركين في التجربة أحد الأطفال، وعمره سنتان، يستجيب عند مناداته باسمه بعد ثلاثة اسابيع فقط من العلاج ويرقص على إيقاعات الموسيقى بعد 13 اسبوعاً بينما لم يكن يبدي استجابة لأي من الأمرين قبل تلقي الحقن.
فتاة أخرى عمرها ثلاث سنوات كات لا تستجيب للأصوات، لكنها بعد 13 اسبوعاً من العلاج اصبحت قادرة على فهم الجمل والنطق ببعض الكلمات. المريضة الأكبر سناً، وهي فتاة عمرها 11 عاماً، لم تكن تبدي استجابة للنغمات قبل العلاج، حتى عند عزفها بطبقات متفاوتة الشدة، لكنها اخذت تستجيب لها جميعاً بعد ستة اسابيع ثم اصبحت قادرة حتى على المشاركة في تدريبات الكلام بدءاً من الاسبوع الثالث عشر.
يعاني أكثر من 430 مليون شخص في العالم من فقدان قدرة السمع، ومن بين هؤلاء 26 مليوناً مصابون بالصمم منذ الولادة. ويعود ما يقارب 60 % من حالات الصمم عند الأطفال الى عوامل وراثية، والأطفال الذين اخضعوا للتجربة كانوا يعانون من حالة يشار إليها بالرمز «DFNB9” تسببها طفرات “أوتوف” الجينية المسؤولة عن 2-8% من إجمالي حالات فقدان السمع
الخلقي.

عن صحيفة الغارديان