الناصرية: نجلاء الخالدي
يعمل ناشطون مدنيون في محافظة ذي قار تسليط الضوء على احد الجزر المائية في المحافظة و يطلق عليه محليا “ هور ام الودع “ الذي تحدث عنه المستشرق كالفن ماكسويل في كتابه مملكة القصب إذ وصفه بالجزيرة الاسطورية التي لن ينظر اليها أحد دون أن يفقد حواسه وذلك لجماله وتفرده الاستثنائي بين اهوار العراق .
ويقع هور ام الودع في ناحية كرمة بني سعيد التابعة إلى محافظة ذي قار وتتميز الناحية بكثرة “ اليشن” التي كانت على الدوام محل رحلة الباحثين عن اثار الحضارة السومرية العتيدة بين ثنايا الارض التي حملت الاجداد الاوائل قبل نحو سبعة الاف سنة ولا تزال حضارتها محط أنظار العلماء والاثاريين .
يمتهن السكان المحليون في هذه الجزيرة التي تطفو على المياه بين احضان القصب الشامخ صناعة “المضايف والاكواخ المصنوعة من القصب والبردي إلى جانب تربية الجاموس الذي يعد الهور ملاذه الامن ، كما يقع في ام الودع العديد من المناطق الاثرية من بينها “ الهيصانة والذكر والجفر “ التي تعود إلى حضارة السومريين الاوائل ،ويقال ايضا إن الجزيرة استمرت حتى العصر الاسلامي وفي هذا الصدد يقول الاثاري عبد الامير الحمداني إن البعض من اثارها تعود إلى العصر العباسي ، مشيرا إلى أن ام الودع مدينة إسلامية قديمة مدفونة تحت تل اثري في هور الكرماشية التابع إلى كرمة بني سعيد . كما أن اسم الجزيرة يرمز إلى كسر الفخار الذي يتدرج لونه من الاخضر إلى الازرق في اللهجة المحلية للسكان .
ولان سماء الجزيرة صافية والمياه فيها دافئة عذبة فإن انواعا فريدة من الطيور تهاجر من قلب اوروبا لتستقر على اعواد القصب البردي وتطير في سماء الجزيرة لتشكل بيئة وموطنا لسلالة من الطيور التي عزمت أن يكون وطنها الثاني في ام الودع، وعلى الرغم من خيبات الامل التي توالت عليها. بتاثير الجفاف الذي عصف بها خلال السنوات الماضية فان السكان يأملون بأن تكون الجزيرة محمية طبيعية لندرة ما تضمه من طيور وحيوانات واثار ،كما انها منطقة سياحية بامتياز ، وفي هذا الصدد يقول لـ “ الصباح “ المشرف العام على منتدى سوق الشيوخ البيئي والاجتماعي نولي اهمية كبيرة بهور ام الودع وتسليط الضوء بمعاناة السكان هناك كما نعمل على إعادة الحياة له باعتباره آخر الاهوار السومرية اذ يتميز بتنوع احيائي وبصري يساعده بأن يكون متنزها وطنيا جاذبا للسواح من مختلف دول
العالم .