اختتام فعاليات مهرجان بينالي {أورورا} للثقافة والفنون

منصة 2024/06/27
...

 مالمو: سنان السبع

اختتمت فعاليات الدورة الثانية من بينالي {أورورا} للفنون التشكيلية والثقافة لدول الشمال الإسكندنافي في مدينة مالمو السويدية الاثنين الماضي، والتي استمرت لأربعة أيام شهدت حضورًا متميزا من فنانين وشخصيات ثقافية ودبلوماسية بهدف تعزيز التبادل الثقافي بين دول الشمال والعالم العربي.

وأعرب وزير الشباب والرياضة العراقي الدكتور أحمد المبرقع، في كلمة الافتتاحية عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الفني والثقافي المهم، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون الثقافي بين الشرق والغرب، كما وشارك في المهرجان نقيب الفنانين العراقيين د. جبار جودي والموسيقي د. نصير شمة.

ورحبت رئيسة اللجنة المنظمة للبينالي ورئيسة مؤسسة ننار د. أسيل العامري بالحضور قائلة إن "المستحيل مجرد كلمة اخترعها العاجزون عن تحقيق أحلامهم، والأحلام هي مجرد أمنيات يضعها العاجزون أيضًا إذا لم يحولوها إلى خطط قابلة للتنفيذ في الواقع. بينالي الفن والثقافة لدول الشمال الاسكندنافي 'أورورا' هو حلم تحول إلى خطة نُفذت رحلتها الأولى في عام 2022 واليوم ننفذ أول جزء من الخطة الجديدة لهذا العام التي ستبدأ في مالمو وتلقى بأشرعتها في بغداد، التي شرفتنا اليوم ممثلة برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني. وأول من دعم مشروعنا في بغداد هو الوزير أحمد المبرقع، الذي شرَّفنا بالحضور اليوم".

وتابعت: بينالي 'أورورا' سيحتفي هذا العام بالفنان نجا المهداوي، الذي رفع اسم بلاده عاليًا وتعدت سمعته الآفاق وأصبح علمًا خفاقًا للإنسانية بفنه وثقافته. فنانون كبار من الكويت والسودان وفلسطين والدنمارك والسويد ونيروبي وسوريا وفرنسا وألمانيا وموريتانيا والعراق ولبنان والمغرب وقطر وتونس والسعودية وإسبانيا ومصر.. كلهم جاؤوا للاحتفاء بالحرية والسلام. 

وأثنت على جهود الفنان نصير شمة، وكيف "أثرى الحضور رغم كل مشاغله والمشاركة في إنجاح هذه الظاهرة الثقافية، وعلى نقابة الفنانين العراقيين ود. جبار جودي الذي وقف معنا في كل الأوقات، وكذلك الشاعر الدكتور عارف الساعدي الذي حرص كل الحرص على دعم البينالي بكل قوة، ولكل الشركاء الطيبين شركة 'لوكسوس إفنت' و'EMC Production' والفنان ناصيف زيتون، والفنانة رحمة رياض، وفرقة وتر الرائعة. ولكل الجنود الذين وقفوا معنا كفريق واحد ليلًا ونهارًا وقبلهم إدارة مدينة مالمو، ولكم أيها الحضور الكريم كل الاحترام والامتنان".

وعلى هامش حضوره فعاليات مهرجان بينالي "أورورا" للثقافة والفنون التقى وزير الشباب والرياضة د. أحمد المبرقع، بعدد من شباب الجالية العراقية المقيمين في مدينة مالمو السويدية، وبحضور المدير العام لدائرة ثقافة وفنون الشباب د. فائز طه العبيدي جرى خلال اللقاء بحث العديد من المحاور التي تخص قطاعي الشباب والرياضة، وإشراك شباب المهجر في برامج الوزارة، وتوفير وسائل الدعم لهم للاستفادة من إمكاناتهم المتنوعة وطاقاتهم الإبداعية. 

كما شدد المبرقع على حرص الوزارة والحكومة العراقية بصورة عامة على التواصل مع شباب المهجر، ومد جسور التواصل المستمر، لتوثيق صلتهم ببلدهم الأم، ووعد بتنفيذ برامج عديدة بالتنسيق مع الدوائر المعنية. 

كما أكد أن "الوزارة كانت حريصة على تطبيق برامجها لتشمل شباب المهجر بمختلف البلدان على المستوى الثقافي والفني والعلمي". 

في المقابل، أعرب أبناء الجالية من الشباب عن ثقتهم واستعدادهم للمشاركة في جميع برامج الوزارة وخططها. 

بدأت الفعاليات في قاعة المعارض الكبرى بحضور واسع. تخللت الافتتاح عروض فنية متنوعة وكلمات افتتاحية من الشخصيات المشاركة. واستعرض د. أسيل رشيد رؤية البينالي وأهدافه، مشددًا على أهمية الفنون في تعزيز التواصل الثقافي والاجتماعي، من أبرز فعاليات اليوم الأول كان عرض فيلم عن حياة وأعمال الفنان التونسي العالمي نجا المهداوي، تلته كلمة للموسيقار نصير شمة، الذي تحدث عن إسهامات المهداوي الفنية والثقافية. ثم تكريم المهداوي بجائزة الشرف من لجنة الثقافة تقديرًا لمساهماته البارزة في مجال الفنون التشكيلية.

تواصلت الفعاليات في اليوم الثاني عبر برنامج ثقافي متنوع شمل محاضرات وورش عمل. بدأت الأنشطة بمحاضرة عن الاتجاهات الفنية للشباب العراقي، تلتها ورشة عمل حول الأزياء التراثية بلمسة حداثية قدمتها د. هند العاني. كما ألقى د. إبراهيم السوداني محاضرة حول الاستدامة في الحضارة الرافدينية، تلتها ورشة عمل ركزت على استخدام المنتجات البيئية.

استمرت فعاليات البينالي في اليوم الثالث بمحاضرات ركزت على مسرح الشباب في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة، قدمها د. فائز طه سالم. كما أُقيمت ورشة عمل عن توظيف اللوحة التشكيلية في النص المسرحي قدمها د. حسن السوداني. وعرض د. جبار جودي، رئيس نقابة الفنانين العراقيين، محاضرة حول أحلام الثورات وأعمال الفنان جواد سليم.

شهد اليوم الرابع محاضرة وورشة عمل حول ترميم اللوحات الفنية لغير المحترفين قدمها الفنان الشاب مصطفى عبود، كما وقدم الفنان السوداني راشد دياب محاضرة حول التضامن بين الفن السوداني والاغتراب. واختُتم اليوم بمحاضرة للفنان السويدي جان إريك يوهانسون حول التأثيرات الشرقية في الفن السويدي.

تلقت بينالي "أورورا" دعمًا رئيسيًا من مدينة مالمو ومنطقة سكونة، فضلا عن مجلس الثقافة السويدي. أسهم هذا الدعم في تأجير مساحات العرض للدول العربية وبلدان الشمال الأوروبي، مما عزز التبادل الثقافي والفني بين الدول وأثرى تجربة الزوار والفنانين.

بالتعاون مع بلدية مالمو والمركز الثقافي السويدي، قدم البينالي باقة من العروض الفنية المتنوعة التي شملت معارض الفن التشكيلي، وحفلات موسيقية، وعروض شعرية. واستضاف الحدث أيضًا حفلًا موسيقيًا ضخمًا جمع بين النجمين العربيين ناصيف زيتون ورحمة رياض، بالتعاون مع شركة "لوكسوس إفنت" و"EMC Production".

اختُتمت فعاليات بينالي "أورورا" للفنون التشكيلية والثقافة بعد سلسلة من المحاضرات وورش العمل والعروض الفنية المتنوعة. كان هذا الحدث فرصة فريدة لتعزيز التفاهم الاجتماعي والثقافي، وإظهار كيف يمكن للفن والثقافة أن يسهموا في فهم العالم بشكل أعمق وتعزيز التواصل بين البشر.