أنا (...) أبو فاطمة مواليد (80)، مشكلتي أنَّه ما إنْ يحين وقت الغروب فإنَّني أشعر بأنني سـأموت، ويمرُّ اليوم ولا أموت، وهكذا كل يوم أعتقد أنني مصابٌ بانفصام الشخصيَّة لأنني أحياناً أشعر بأني باراسايكولوجي وأفهم ما يدور في أذهان الآخرين. لكنْ أنا لم أحصل إلا على الشهادة الابتدائيَّة. ولدت من رحم المعاناة في قرية، نرعى الغنم ونسير حفاة. كان حلمي أنْ أكملَ الدراسة، وأنا والله يا أستاذ لم أستطع شراء حذاء جلد أو بنطلون كي أكمل دراستي.
أحببت بنت خالي العميد في الجيش العراقي السابق ورفضتني، فهي من أسرة برجوازية وأنا ابن الفلاح. ومنذ عشرين عاماً وأنا بين ماضٍ مؤلمٍ وحاضرٍ مجهول. كنت أقف على سياج المدرسة وأتألمُ، بل أتحسر على مسكة الكتب والملازم، أحياناً أطلب من صديقي أنْ يعيرني حذاءه أو شاكيته لأضهر بمظهرٍ لائقٍ بدلاً من شخصيَّة الرماد.
هذا جزءٌ من حكاية من برزخي الدنيوي، واعذرني أنني أكتب لك رسالتي هذه على المسنجر.
أبو فاطمة – الكوت
الأخ أبو فاطمة: مشكلتك أنَّك مصابٌ برهاب الموت، ونوضح لك بأنه خوفٌ غير منطقي مثل الخوف من الجثث، وكذلك الأشياء المرتبطة بالموت كصناديق الجثث والقبور والجنازات، وهناك مجموعة ثقافيَّة تؤمن بأنَّ أرواح الموتى تعود لتطارد الأحياء، فيعاني المصابون به من ضيقٍ في التنفس والتنفس السريع، عدم انتظام نبضات القلب والتعرق وجفاف الفم والارتعاش، الشعور بالغثيان وعدم الارتياح والشعور التام بالرهبة والخوف، وهذه معظمها ليست موجودة عندك، ما يعني أنَّ مشكلتك هي (الخوف من الموت).
والأغلب أنك تعيش حالة قلقٍ أكثر من اللازم، وأنَّ رهاب الموت يكون شديدًا إلى الحد الذي يتسبب في نوبات هلع، ويؤثر في حياة الشخص اليوميَّة، وقدرته على العمل، ورفاهيته، ولا نعلم إنْ كنت تعاني منها أم لا. ومع كل ذلك فإنَّ علاج رهاب الموت أو الخوف من الموت ممكنٌ إما بالعلاج النفسي أو الدوائي أو بكليهما.
وعليه، نقترحُ عليكَ التواصل معنا عبر المسنجر لندلك على طبيبٍ نفسي في بغداد، ولا تخف، فحالتك لا تستدعي الخوف.