عمان: يعرب السالم

طريق طويل ومتعرج كأفعى ملتوية يصعد قمة جبل نابو، الذي آثر أن يحمل صليباً حديدياً معقوفاً، تدور حوله الروايات؛ فالجبل يخفي مئات الحكايات المدونة على رقيمات
حجرية وطينية تكشف أسرار هذا الجبل اللغز، الذي يبعد عشرة كيلومترات عن محافظة مأدبا شمال غربي الأردن.
جاء في كتب المؤرخين، أن الجبل سميّ بهذا الاسم نسبة الى آلهة التجارة عند البابليين.. نبا أو نبو أو نابو، ابن الإله مردوخ، الذي ورد ذكره في التوراة (1300 ق. م) بالنص كما هو مكتوب "هذا جبل نابو الذي هو في أرض مؤاب..." وورد في مسلة ملك المؤابيين (ميشع)، الذي عاش في القرن التاسع قبل الميلاد، كونه الجبل الذي دارت عليه رحى الحروب ولم تتوقف.
جبل ملفوف بالعويل والبكاء، وما زال صدى الحرب يرن في ذاكرة المكان، بل إن الهواء وهو يصفُر في الأذن على ارتفاع شاهق، ينقل صوتاً موغلاً في القدم، لا تفسير له.
يعتقد المسيحيون أن النبي موسى.. عليه السلام، وقف مع قومه على هذا الجبل، وتوفي ودفن فيه؛ لذا فالكنيسة المقامة على قمة الجبل هي ضريح النبي موسى.
ومن العلامات التي تبدو واضحة على الكنيسة، هي الصليب المعقوف وكأنه أفعى التفت حوله إشارة الى عصا النبي موسى.. عليه السلام، مرمزاً الى القوة، فهو مصنوع من الحديد بأسلوب فني يجعلك تشعر بقوته.
ولأهمية جبل نابو والكنيسة المقامة عليه، اعتبره الفاتيكان من المناطق الخمس للحج المسيحي، زاره البابا عامي 2000 و2005.
أغلب الكتابات التي عُثر عليها في كنيسة جبل نابو، يونانية قديمة وعبرية، ونقوش لم تفك رموزها الى حد هذه
اللحظة.