آنسي: غيث طلال
آنسي واحدة من أجمل المدن الفرنسية تملك سحر خاص تقع إلى الشمال من جبال الألب، تبعد حوالي 35 دقيقة من جنيف/ سويسرا حيث إنها من المدن الحدودية التي ما زالت محافظة على طابعها التاريخي الجميل وأزقتها القديمة ومبانيها تذكرك بالعصور الوسطى، مبنية على طرف بحيرة آنسي الشاعرية، وتتخللها العديد من الجداول والأنهار تجعلها مشابهة إلى حدٍ كبير لمدينة فينيسيا، ولكن بطابع أجمل وأجواء هادئة.
عوالم المدينة
تتمتع آنسي بمناظر طبيعية خلابة تخطف الأنفاس وتمتاز باحتوائها على أجمل المرافق السياحية من مطاعم متنوعة وفنادق فاخرة، إلى جانب الكثير من الأنشطة الترفيهية، فهي تضم “قصر الديل” قلعة وسط قناة ثيو بنيت عام 1132 م وكانت مقراً للورد انسي في القرن 12 وفي وقت لاحق أصبحت المقر الإداري لجنيف، ثم مبنى للمحكمة واخيراً صنفت بوصفها أثراً تاريخياً في عام 1900م وتضم متحف التاريخ المحلي، اما “قلعة آنسي” التي تدعى شاتو دي انسي وكانت فرع من بيوت سافوي في القرن 14-16 وتم شراؤها من قبل المدينة واستعادتها وحالياً اصبحت تضم معهد آنسي للموسيقى ومتحف الفن الشعبي لجبال الالب، وفيه العديد من المنحوتات واللوحات الإقليمية، كما تضم كاتدرائية القديس بيبر وهي كاتدرائية الروم الكاثوليكية والنصب التذكاري الوطني لفرنسا في انسي بنيت هذه الكاتدرائية في أوائل القرن 16 من قبل جاك روسل كمصلى لدير الفرنسيسكان خلال الثورة الفرنسية، وكان يستخدم المبنى كمعبد وتم رفعه ليصبح كاتدرائية في عام 1822م.
ومن المعالم الاخرى الذي تضمها انسي “شارع سانت كلير” يعرف بشارع الرومانسية وفي هذا الشارع أقواس تكسبه شكلاً جمالياً جذاباً وتعود للقرن 17 و 18 وتحتوي على الكثير من المطاعم الراقية والمحلات الرائعة بالاضافة الى “القصر الإمبراطوري” الذي أصبح فندق يبعد عن جنيف 40 دقيقة ويتمتع موقعه بالجو المشمس وإطلالته على جبال الألب الفرنسية ويضم 99 غرفة وجناحا مع جميع المرافق الحديثة الموجودة على شواطئ بحيرة آنسي والمطاعم التي لها إطلاله رائعة على البحيرة ومركزا للياقة البدنية ومركز تجميل و21 قاعة للمؤتمرات، مجهزة تجهيزا كاملا، فضلا عن “جسر العشاق” يعود للقرن العشرين، يمكنك ان تتمشى على هذا الجسر والتمتع برؤية الطبيعة الخلابة والتقاط الصور الجميلة و تعليق اقفال الحب.
تاريخ المدينة
أصبحت انسي مركزاً لمكافحة الإصلاح من قِبَل أسقفية جنيف خلال عام 1535م وعاصمةً لمنطقة هاوت سافوي، بوصفها إدارة جديدة في عام 1860م كانت موقعاً للجولة الثانية من الاتفاقيات العامة حول محادثات التعريفات والتجارة المعروفة باسم الجات في عامي 1949م و2012 م، منذ نهاية القرن التاسع عشر شهدتِ المدينة قوةً كبيرةً من الناحيةِ السياحية؛ وذلك لأنّها تحتوي على قلعةٍ تحمل نفس اسمها، بالإضافة إلى متحف الفنون الجميلة، الذي تأسّس في العام 1956م، تعدّ واحدةً من المدن الثقافية التي تنظّم العديد من المهرجانات العالمية؛ إذ نظمتْ خلال عام 1960م مهرجانَ الرُّسوم المتحركة السينمائي الدّولي.