طهران: محمد صالح صدقيان
تعيش الأوساط الأصولية والإصلاحية عشية الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة، تنافسا حادا بعد تشديد الاصطفافات السياسية للمرشحين الإصلاحي مسعود بزشكيان، والأصولي المحافظ سعيد جليلي .
وزير الاقتصاد الإيراني السابق علي طيب نيا، الذي شهدت فترة ترؤسه للوزارة في عهد الرئيس حسن روحاني، انخفاظ نسبة التضخم إلى 8 بالمئة، انضم إلى بزشكيان ليقود الفريق الاقتصادي في حكومته إذا ما فاز في الانتخابات . ووزعت لجنة انتخابات بزشكيان صورة يقف فيها بزشكيان متوسطا محمد جواد ظريف وعلي طيب نيا، في إشارة إلى استكمال فريقه السياسي والاقتصادي، وهما من أكثر الملفات حساسية للإيرانيين .
أما المرشح الأصولي سعيد جليلي، فإنه نشط بزيارة المحافظات التي لم يزرها في الجولة الأولى من الانتخابات، وبذلك تشير التوقعات إلى تنافس محتدم ستشهده الجولة الثانية من الانتخابات التي تجرى في يوم الجمعة المقبل .
ويحرص التياران على تحفيز الطبقة التي لم تشارك في الجولة الأولى وهي 60 بالمئة من الناخبين، بعد إعلان السلطات الرسمية أن حجم المشاركة في الجولة الأولى بلغ 40 بالمئة.
وحث الرئيس السابق حسن روحاني الناخبين على المشاركة في الانتخابات، "لأن الشعب الإيراني يقف في مرحلة تاريخية وحساسة"، وقال إننا أمام خيار حيوي وتاريخي بين طريقين، وإن التصويت أو عدم التصويت سيحدد مصير العقد المقبل في الأقل، معتبرا أنه بوجود حكومة راديكالية، سنخسر جميعًا، سواء صوتنا أو لم نصوت . وتمارس دوائر المرشح سعيد جليلي مساعيها وجهودها، من أجل إعطاء صورة واضحة لجليلي الذي تصفه الأوساط بأنه متشدد في مواقفه السياسية والأمنية والاجتماعية .
وتتفاوت التقديرات بشأن مناصري المرشح الخاسر محمد باقر قاليباف، إذ يرى البعض أن 20 بالمئة فقط ممن وقفوا معه سيذهبون لجليلي، لكن البعض الآخر يعتقد أن هذه النسبة ربما تكون 90 بالمئة .
وشدد جليلي في خطاب ألقاه أمس الأول في مدينة يزد وسط البلاد، على نهجه السياسي المنسجم مع الثوابت الإيرانية، والانصياع لتوجهات المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي الخامنئي.