بغداد: نوارة محمد
يستعد الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وبمشاركة مؤسسة "أنا عراقي - أنا أقرا الثقافيَّة" لإطلاق ورش عمل تطوريَّة ثقافيَّة وإبداعيَّة هدفها تعزيز الحركة الثقافيَّة في البلاد.
هذه الحركات عدها مثقفون خطوة مهمة في المشهد الثقافي العراقي، وهذه الدورات التي ستكون برعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني تعكس صورة إيجابية عن البلد، وتعزز القُدرات الفردية، وتتيح فرصة لتدريب الشباب على العمل الثقافي والإبداعي الاحترافي في مجالات مختلفة وهو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقة إدارة الورش.
يقول رئيس مؤسسة "أنا عراقي- أنا أقرأ" عامر مؤيد للـ "الصباح" إنّ "المشروع يهدف إلى تأهيل الشباب على ممارسة مهارات عدة، بدءاً من العمل في سوق الكتاب وإنتاج المعرفة والإبداع ومهارات اللغة ورصانة التعامل مع الكتاب وسلامة اللغة مروراً باحتراف الكتابة والمحتوى الهادف وإتقان التصميم وانتهاءً بالموسيقى الشعريَّة".
ويرى مؤيد أن هذا هو تأكيد للفعل الثقافي العراقي الجاد. وبالإشارة إلى نجاح هذا الحراكات الثقافية التي ترفض أن تكون هامشا لأهداف سياسية، بالتجرّد من الممارسات ضيقة الأفق لأنها تعنى بالثقافة وحدها، وهو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه إدارة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ومؤسسة "أنا عراقي - أنا اقرأ" الثقافية.
ويضيف رئيس المؤسسة: بعيداً عن الارتجال والممارسات الثقافيّة الساذجة، نحن كُنّا ولا نزال نركّز على أهداف ومقاصد واضحة ترتقي بالواقع الثقافي العراقي، لا سيما أن هذه الورش ستُقام لمدة ثمانية أيام بالمجان وتحت إشراف أسماء مهمة في الأوساط الثقافية العراقية ومن يعد حضورهم مكسباً حقيقياً للورشة.
أما الشاعر إيهاب شغيدل فيرى أن الحراك الثقافي الذي يشهده العراق في الآونة الأخيرة جسد مواجهة لمظاهر التخلّف وغياب الوعي، وهو يصدر صورة حقيقية عن العراق الثقافي.
ويقول شغيدل إنّ "انطلاق هذه الورش وغيرها من المظاهر الثقافية التي تسهم بشكل أو بآخر في إعلاء سمعة البلد، وهي عدا هذا وذاك تخلق حراك فنيّاً وثقافيّاً مهمّاً".
ويشير إلى أنّه: الحراك الذي نحتاجه لمحاربة الجهل والسذاجة التي أخذت تستشري في البلد، وهو يواجه ثورة التفاهة الالكترونية سرعان ما عكس متصدرو "السوشيال الميديا" ومشاهيرها صورة سيئة عن العراق للأسف.
ويعتقد شغيدل أن هذه واحدة من أفضل الأدوات التي تسهم في خلق عملية التغيير والتعافي.
"إن المنظمات والجهات المعنية تحاول بذل كل الجهود الممكنة لتأسيس الفعاليات الثقافية وحراكاتها، كونها تسُهم بشكل أو بآخر بجذب شباب الجيل الجديد وتحفزهم على العمل الفني والثقافي"، وهو ما عدّه المسرحي والأكاديمي الدكتور أحمد ضياء مُدعاة فخر، كما يقول إنّ "هذه الدورات والورش تجسدان نقلة نوعية، فهي فضلا عن دورها في تحفيز فكرة العمل التطوعي الذي يمثل شكلا حضاريا وثقافيا، ويعتبر عمادا مهما لبث أواصر التواشج، تعد فرصة لكسب مهارات جديدة تلك التي لا توفرها المؤسسات الثقافية بشكل مستمر، ومن هنا يأتي دور المنظمين من الاتحاد العام للأدباء والكتاب ومؤسسة "أنا عراقي - أنا اقرأ" الثقافيّة- كفعل تداولي حيازته بالمعرفة وتكوين رحلة ثقافية تطورية بحتة".
ويعتقد ضياء أن هذه الظواهر هي واحدة من أفضل ما يمكن أن تحققه المؤسسات الثقافية، فهي فضلا عن دورها الأساسي في تطوير المهارات فإنها أيضا تخلق فضاء معرفيا وتمد جسوراً بين المعارف والفنون ورواد المشهد الثقافي من القائمين على تدريب المشاركين.
ويشير إلى أن هذا التفاعل يمثل خارطة لمؤسسة الفكرة المعرفية، وهي منظومتنا التي تجمع الجميع من دون أي معرفة سابقة، وهذه هي الفرصة الممتعة بين الأنا والآخر لدرس حياتي ويومي ذي رؤى وخطابات وبطعم الواقع واللحظة.