سعد تويج.. تضاد الألوان

منصة 2024/07/04
...

 بغداد: نوارة محمد

يعتمد سعد تويج المدرسة التعبيرية في مشغله الفني، لكنه إن مال نحو التجريدية والتي تجسد الجوهر، فإنه يترك متلقيه أمام أفكار واقتراحات لا حصر لها.
تويج الذي لم يبتعد كثيراً في طروحاته وفي فضاء الأشكال التي اعتمدها عن تناول القضايا التي تجسد الواقع الذي غيّر المشهد والمتلقي العراقي على حدٍّ سواء بعد عام 2003 أقام معرضه الشخصي مؤخراً في بغداد والذي حمل عنوان "اللون رحلة البقاء" يقول إنّ "فكرة لوحات هذا المعرض مستوحاة من رحلة طويلة وهو نتيجة تراكمات لسنوات غربة طويلة عشتها متنقلاً بين الأردن وتركيا".
ويتابع أن "هذا المعرض الشخصي الذي اخترت أن أقيمه في بلدي العراق فكرة تراودني منذ فتره طويلة، ووجدت في ذا غاليري كقاعة عرض فني مميز فرصة مناسبة بعد غياب ثلاثين عاماً".
تويج هو واحد  ممن عبروا عن الواقع بمساحات لونيّة حرّة. أراد بعد أن أختار منطقة اشتغالات خاصة متميزة أن يُعبر بالكرافيك الذي تتداخل فيه الوجوه والملامح وهيئات الكائنات الغريبة، هذه التداخلات البصريّة يعدها مختصّون هوية.
يضيف تويج أنّ "حضارة وادي الرافدين كانت سبب تأثري الأول في أعمال الكرافيك بدءاً من السومرية وصولاً للبابلية والاشورية وانتهاء بملحمة كلكامش، والأشكال المنجزة على الفخاريات والأختام الاسطوانية، كنت شديد الملاحظة لهذه الأشكال ودائم القراءة عن هذه الأساطير، وأنا عدا هذا وذاك لم انقطع عن المتحف العراقي اثناء دراستي في معهد وكلية الفنون الجميلة واساتذة كالفنان شاكر حسن آل سعيد، وزهير صاحب وحبنا لمادة تاريخ الفن، كل هذه أسباب جعلتني اعتمد الكرافيك بأسلوب تعبيري تجريدي، ولذلك طغى طابع التضاد بالألوان على أعمالي داخل اللوحة".
ويوضح أنّ "دراستي في معهد الفنون الجميلة ببغداد بوجود أساتذة من فنانين مميزين آنذاك مثل شاكر حسن السعيد في تاريخ الفن، ورافع الناصري في فن الغرافيك "الحفر والطباعة" أثرت بشكل مباشر عليَّ، ودورهم في صقل موهبتي وغيرها من المواهب الشابة لا يستهان به، وأنا تخصصت بالكرافيك رغم أني لم اسمع به سابقاً، ورغم ذلك كان لديّ أعمال شاركتها بالمعارض الفنيّة وحصدت الجائزة المخصصة لفن الكرافيك سنة 1981 في رحلتي الدراسيّة.  
تويج الحاصل على دبلوم الكرافيك في بغداد عام 1982 وبكالوريوس رسم كلية الفنون الجميلة في بغداد 1986 الذي يقيم في دولة الإمارات منذ عقدين يرى أنّ "المرأة ذات تأثير كبير ومباشر على موضوعاته الحياتيّة، وهي رمز الأمومة والحُب والجمال، بشكل عام فما هو دورها على الفنان، ومزاجه وسلوكه الإنساني".
تويج الذي قدم أعماله الملوّنة التي أنجزها بموازاتها تجاربه الكرافيكية التي تتداخل فيها الوجوه والملامح وهيئات كائنات غريبة، بأكثر من ثلاثين عملاً في معرضه الجديد، ترك أمام المتلقين إجاباته ومقترحاته التشكيلية التي يؤكد فيها أن الإبداع أساسه روح الفنان وهي تعكس رؤيته ومحاولاته التي لا تتوقف في هذا العالم، في هذا الإنجاز انعكاس لمزاج الفنان وروحه وتجربته.