«طكت روحي»

منصة 2024/07/04
...

عمري 24 عشرون سنة والعمر يمضي ومشكلتي عدم الرضا عن النفس لكنْ ماذا أفعل، هذه هي الحياة من حولي، أنا أصغر اخوتي، كلٌ منهم منشغلٌ بنفسه على الرغم من العلاقة الجيدة التي بيننا لا أعرف لمن أتكلم، لا أعرف ماذا سأفعل لأنَّني الى الآن لم يتقدم الشخص المناسب للزواج مني.
زهكت، مليت حتى من نفسي، كل شيء رتيبٌ ومملٌ، روتيني اليومي يقبض الروح، عايشة بالبيت وكأنه سجن، عمري 24 سنة ولم يتقدم لي الشخص المناساب للزواج. ماذا أفعل هل أبقى أنتظر ابن الحلال عود يجي. حايرة وحارت بي الدنيا ما هو الحل؟. تغيرت كثيراً، لم أعد أحاسب نفسي على الكلام الذي يخرج من فمي. زادت عندي كميَّة اللغو، كما أنني أصبحت من شدة الوحدة أشعر باكتئاب، كل الدنيا صارت عندي رتيبة لا توجد مشاعر جديدة، عندي طموح أكمل ماجستير بس فكري مشتت وأمي
 ما تقبل.
ساعدني رحمه لوالديك، ابنتكم (حايرة)
ابنتنا العزيزة: مع أنَّ رسالتك (التي اختصرناها) مزدحمة بأخطاءٍ تعبّر عن حالتك النفسيَّة، فإنَّكِ ذكيَّة وطموحة، وهما صفتان إيجابيتان إذا استطعتِ توظفيهما بالطريقة الصحيحة؛ ذلك أنَّ بعض الطموحين يدفعه طموحه إلى أنْ يضعَ لنفسه أهدافاً غير واقعيَّة، ويعمل على تحقيقها كما لو كانت واقعيَّة، وحين يصدمه الواقع بعدم إمكانيَّة تحقيقها فإنَّه يصابُ بإحباطٍ مصحوبٍ بمشاعر الملل والضجر والاكتئاب.
المشكلة التي تعانين منها أنَّ جلوسك بالبيت وانتظارك ابن الحلال قد حوَّلَ حياتك الى روتين: اليوم مثل أمس والغد مثل اليوم، نجم عنه الشعور بالملل والضجر وانعدام المعنى من الحياة.
والحل الجذري لمشكلتك يكون بتغيير نمط حياتك وكسر روتين الملل الذي تعيشينه عن طريق: إما إكمال دراستك الجامعيَّة، أو العمل في مدارس رياض الأطفال وهو عملٌ تحبينه، أو أي عملٍ آخر مناسبٍ يجعلك تخرجين من البيت، الذي صار عندك كما لو كان سجناً بأربعة
جدران.
ولا تتعبي رأسك بالتفكير في الزواج فأنتِ ما زلتِ صغيرة وأمامك فرصة لإكمال دراستك، وعودي الى صلاتك وقراءة القرآن، فهما لوحدهما كفيلان بإخراجك من حيرتك.