ما هي الأشعة فوق البنفسجيَّة.. وكيف نتجنبها؟

علوم وتكنلوجيا 2024/07/04
...

 لندن: بي بي سي

تنبعثُ الأشعة فوق البنفسجيَّة من الشمس وتخترق الغلاف الجوي للأرضِ مع أشعتها، ويكون بعضها ضرورياً لصحتنا، لكنَّ التوازن هو المفتاح، فالتعرض للأشعة فوق البنفسجيَّة بشكلٍ مستمرٍ يمكن أنْ يسبب تلفاً خطيراً للبشرة.

هل هي خطرة؟
تقول البروفيسورة دوروثي بينيت، من جامعة سانت جورج في لندن، إننا بحاجة إلى التحكم في تعرض أجسامنا للشمس.لكنَّها تضيف أنَّ «الأشعة فوق البنفسجيَّة خطيرة أيضاً؛ لأنَّ كل مرة نتعرض فيها للأشعة، وخاصة المرات التي تحدث فيها حروق شمس، تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد». وتوضح دوروثي أن «سرطان الجلد (لميلانوما)، الذي يُعدُّ أخطر سرطان جلدي، هو حالياً خامس أكثر أنواع السرطان شيوعاً في المملكة المتحدة، ويعزى هذا الارتفاع المستمر في عدد الحالات إلى التعرض للشمس لفترات طويلة وهو ما يعرف بـ»حمامات الشمس».
تعزز الأشعة فوق البنفسجيَّة سرطان الجلد عن طريق إتلاف الحمض النووي في خلايا الجلد. كما أنَّ له ارتباطاً وثيقاً بمشكلات العين الخارجيَّة بما في ذلك إعتام عدسة العين.وهناك أدلة متزايدة على أنَّ الأشعة فوق البنفسجيَّة قد تقلل من قدرة الجسم على الدفاع عن نفسه ضد أمراض معينة.

ما هو مؤشرها؟
تٌسجل أعلى قراءات مستويات الأشعة فوق البنفسجيَّة في فترة الأربع ساعات خلال فترة «الظهيرة المشمسة»، وذلك عندما تكون الشمس في أعلى نقطة لها في السماء – ويكون ذلك عادة في الفترة ما بين وقت الصباح وفترة الظهيرة.
ويُعدُّ مؤشر الأشعة فوق البنفسجيَّة أو (يو في آي) هو المقياس الدولي لقياس الأشعة فوق البنفسجيَّة.
وتبدأ قيم المؤشر من الصفر ويمكن أن ترتفع إلى ما فوق الـ10. وكلما زادت قيمة المؤشر، زاد احتمال حدوث ضرر للجلد والعينين - وقل الوقت الذي يستغرقه حدوث الضرر.ومن الممكن أنْ تواجه البلدان القريبة من خط الاستواء مستويات عالية جداً من الأشعة فوق البنفسجيَّة في منتصف النهار طوال العام.ويمكن أنْ يكون لدى نيروبي في كينيا مستويات للأشعة فوق البنفسجيَّة أعلى من 10 طوال العام، وفقًا لمنظمة الصحة العالميَّة.وعادة ما يصل مستوى الأشعة إلى مستوي تسعة في شهري حزيران، وتموز، كما هي الحال في مايوركا في إسبانيا.
وفي جزر فوكلاند في جنوب المحيط الأطلسي لا تتجاوز عادة خمس درجات في شهري كانون الاول، وكانون الثاني، عندما يكون الصيف في نصف الكرة الجنوبي.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات حماية إضافية من أشعة الشمس عندما تكون المستويات:
أكثر من 11 ( مرتفعة للغاية)
(8 – 11) مرتفعة جداً
وتكون الحماية مطلوبة عندما تتراوح المستويات:
 (6 - 7) عالية
(3 - 5) متوسطة

الطريقة الآمنة للتعرض
تقول هيئة الخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) إنه لا توجد طريقة آمنة أو صحية للحصول على بشرة سمراء من خلال التعرض المفرط للشمس. ويقول الدكتور باف شيرجيل، من الجمعية البريطانية لأطباء الأمراض الجلدية، إنه “عندما تغير لون بشرتك للأسمر حتى من خلال استخدام الأجهزة المختصة، تقوم الأشعة فوق البنفسجيَّة بتحفيز خلايا جلدك لإنتاج صبغة لمحاولة حماية الحمض النووي لخلايا الجلد، لكن هذه الحماية تكون ضئيلة”، محذراً من أن ذلك قد يسبب أيضا حروقاً في الجلد. ويضيف “يمكن أنْ يحترق جلدك بنفس السرعة سواء كانت درجة الحرارة 30 درجة مئوية أو 20 درجة مئوية.ويشير: “لا تنشغل بالأيام الملبدة بالغيوم، فالأشعة فوق البنفسجيَّة ستظل تخترق السحب الرقيقة - لذلك حتى لو كنت تعتقد أن الجو غير مشمس، فلا يزال من الممكن أن تحترق بشرتك”. وتقول الدكتورة ميكايلا هيغلين، من قسم الأرصاد الجوية بجامعة ريدينغ البريطانية، إن كمية الأشعة فوق البنفسجيَّة التي تصل إلى بشرتك لا تتأثر بدرجة الحرارة اليومية. وتضيف: “مستويات الأشعة فوق البنفسجيَّة في يوم مشرق وبارد في أواخر شهر نيسان في المملكة المتحدة تساوي تقريبًا نفس المستويات في يوم مشمس ودافئ في شهر آب”.

شيخوخة الجلد
يلعب التعرض من دون حماية للأشعة فوق البنفسجيَّة دوراً كبيراً في شيخوخة الجلد - حيث يؤدي إلى تكسير ألياف الكولاجين والإيلاستين في البشرة الصحية. وهذا يسهم في تكون التجاعيد وخطوط الشيخوخة على البشرة. كما أن أشعة الشمس تجفف الجلد، ما يجعله خشنا ويشبه الجلد الحيواني.ويحذر الدكتور شيرجيل من أن الأبحاث العالمية تظهر أن الناس غالبا ما يفوتهم وضع واقي الشمس على أبعض جزاء من أجسادهم. ويقول إنه «غالبا ما ينسى الناس وضع واقي الشمس على جانب الأنف – وهي المنطقة التي لاحظت إصابتها بسرطان الجلد كثيرا».
وتشمل المناطق الأخرى التي يجب أن يغطيها واقي الشمس بحسب الدكتور، جانبي الأنف والخد والصدغين والجزء العلوي من الصدر، كما ينصح البالغين بوضع ما مقداره ستة إلى ثمانية ملاعق صغيرة من واقي الشمس لتغطية الجسم بالكامل.