موت الأفكار في العالم

منصة 2024/07/08
...

 يقظان التقي

هل ذهب البرج العالمي للأفكار مع ذهاب أساتذة عقد الستينات؟، وكيف يواجه المجتمع الحديث إشكالياته المتعددة؟، وماذا عن الديمقراطية الصحيحة أهي ممكنة، أم مستحيلة؟، عالم من دون أفكار، يتندر على عقد ازدهرت فيه الأفكار والثقافات في الستينات. امرأة تتقدم للمنصة وتتجه نحو الميكروفون وتتحدث بجرأة: {يا إلهي أين تقيم الأفكار؟، أعطوني فكرة تمحو أحلامي، باسم الرب أعطوني فكرة وسريعاً}.
"أين هم الناس المولجون بحقل الأفكار؟، ماذا أخطأنا بحق الإله، لنقضي وقتاً بحك الرأس، ولماذا؟،
كان ذلك في مهرجان افينيون في عرض مسرحي للمخرج جويل يوميرا، ما يجسّد بقوة تعبيراً لهذا الوصف من الخواء الفكري في الزمن الحديث.
مع التماس المفكرين تحققت الثورة الصناعيّة في المجتمعات ما بعد الصناعيّة. لكن الطلب يتزايد على الأفكار والنظريات الفلسفية. وجرت إدارة تحليلات مهمة ومعيّنة، ونظرات ورؤى شكّلت عالماً مفتوحاً للمفكرين وعنصر حماس مهماً بالنسبة إليهم. ولكننا في حلبة خيبة، الأفكار تتسرّب من بين أيدينا وأصابعنا في مجتمعات سيّالة مثل حبّات الرمل، تنزل بسرعة هائلة والمسؤولون عن الأفكار صامتون أزاء الصرخات الجديدة. وهذا موت للأفكار؟،
مجلة "لونوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية كانت أجرت سابقاً مسحاً شاملاً للأفكار السائدة والمفكرين الذين يمكن إحصاؤهم في العالم اليوم.
أكثر من 50 باحثاً وباحثة ومع محللين ورجال صحافة وإعلاميين على الشاشات التلفزيونية في جدليّة فكريّة مهمّة صاخبة وصِداميَّة، وفي كمّ كبير من أسئلة تبحث عن إجابات، وأحياناً تكتفي بطرح تأملات يكون الفكر موجوداً في كل مكان، وليس لفكر الستينات كبنية وصلت لأمكنة واسعة تجادلية في الثنائيات والنظريات المتناقضة والإيديولوجيات والمفاهيم والمقولات، وإن في مقاييس صارت قديمة ونصوص صارت مفككة الآن. اليوم، لا أفكار ولا بنية تخلق اللغة حتى بالشكل، وغابت المدارس الخاصة والعالم يسير من دون أفكار ونظريات، وكان هذا ليكون جيداً كحالة مثاقفة جديدة مع أفكار وحريات جديدة لو كانت ترتكز فعلاً للفكر والإدراك والفلسفة والآداب. اليوم، أولئك الذين يعملون يوميّاً، ويفجرون المراحل ويناقشون ويحاولون ويتجلّون ثقافياً وإبداعياً ويتألقون فُقدوا والعملية الفكرية نفسها انحسرت إلى عدد محدود من مفكرين ذهبوا من اليمين لأقصى اليسار.
وبالمحصلة، نحن علينا أن نختار أفكاراً لا تقود الى أي مكان، في تعبيرات 25 مثقفاً بمعزل عن انتماءاتهم السياسة أو الإيديولوجية، ومن زوايا العالم الأربع من كاليفورنيا جوديث بوكلير من كبار مؤرخي "النوع" ومن أوستراليا بيتر سينغر إلى باحثين من ايرلندا، ألمانيا، الهند، ولكل أسلوبه ولغته وموسيقاه، الغالبية هم فلاسفة ومؤرخون وعلماء اجتماع واقتصاد، لبعضهم مؤلفات مهمة والآخر يطرح حلولاً ونظريات عميقة حول: الديمقراطية، الفرد والمعرفة، السينما والروبوت، وسؤال ما بعد الاستعمار.
هنا نجد تعدديّة فلسفيّة من موروث قديم لأفكار نقديّة تغيّرت من ديريدا إلى فوكو، وإلى الفلسفة الانكلوساكسونية، والمدرسة المناهضة للتوتاليتارية، والمدرسة الماركسية.
لكن كل هؤلاء يقفون على قاسم وقناعة مشتركة، من أن النظرية تساعد الإنسان على التفكير نحو التطور.
المحور الرئيس والذي طرحه المخرج جويل يوميرا يتركز على الأفكار التي نفقدها، ولكن أيضاً عن هؤلاء الذين يحملونها والمثقفين الكبار اليوم، وأين موقعهم.. إلى السؤال الأكثر أهمية عن مفكري وفلاسفة الأمس، وأين هم: أين هو سارتر ولاكان وبارتيس وفوكو وديريدا؟.
في العام 1966 صدر كتاب "صوت الأشياء"، وهو تجريدي بالمطلق، الذين اشتروا الكتاب بلغوا عشرين ألفاً، وصلوا لمئة ألف في غضون عشرين عاماً. في ذلك الوقت كان اسم فوكو في المكتبات إلى جانب سي دي بول كلي.. كان الموحي هو وجود نظام من أفكار ونظريات شاملة عن الإنسان، ومشاريع عالمية بالنسبة لموقعه.
العصر كان عصراً ثورياً، والنوستالجيا كبيرة جداً وبخاصة في الخارج أكثر من فرنسا نفسها.
قدم الفيلسوف الشاب فريدريك كرو المسؤول عن نشر مؤلفات فوكو في "لابلياد" سلسلة ندوات في المراكز الثقافية في الصين واليابان وتايوان: "الجمهور في هذه اللقاءات يريد بالمطلق معرفة من هم الكتّاب الكبار الفرنسيون المشهورون حاليّاً.
بالنسبة إليهم فولتير، زولا، سارتر، وفوكو يبقون أفضل من يجسّد فكرة العالميّة".
حديثاً كتبت سيلفي لوران مقالة في مجلة "سجالات"، تستعرض فيها الكتب الجديدة التي صدرت في الولايات المتحدة الأميركية في السنوات الأخيرة وذلك لكي ترثي نهاية المفكّرين الكبار الأميركيين. من بيركلي الى تايباي، هل جاء زمن وداع المفكّرين؟،
في الواقع المفكر الكبير، كما السياسي الكبير هو نتيجة تراكم ظروف تاريخيّة هي التي أسهمت في ظهور مالرو وسارتر وكامو. هذه الظروف التاريخيّة جيد أنّها صارت وراءنا وتمثلت حينها بصعود الفاشية والحرب الباردة، والاستعمار في سنوات الستينات، وحتى فلاسفة كبار ومن الصعب بمكان قراءاتهم مثل ريتش أو ماركوز سجلوا حضوراً كبيراً، وكان لأعمالهم صدى بسبب نظرياتهم المتقدمة. هذا الأمر حصل. ولكن ليس أمراً عادياً أن ينخفض عدد المهتمين من القراء اليوم. الأمر نفسه مع فوكو أو دولوز في استراتيجيتهم النظرية ضد البنيات السلطوية، مهمة الفلاسفة إظهار سيئات وأخطاء الاجتماع تمهيداً للثورة عليه وتصحيحه، عبر تقديم أفكار نقديّة تأسيسيّة لحالات اجتماعية أو تحولات جديدة. بمقياس ما يتقدم الفيلسوف كنبيٍّ يحمل رؤيا. اليوم تبدو الأمور بالاتجاه المعاكس، أو الزمن المعاكس، وصار الزمن الفكري والفلسفي في الستينات من النوستالجيا اللذيذة. الفكرة النقدية التي نجحت في هدم الكثير من العمارات الاجتماعية والسياسية سابقاً تبقى هي الترياق الضروري في مواجهة نزعة الامتثالية المتطورة. لكن لم تعد الأفكار على النحو الذي يؤدي خدمات كبيرة في دلالات الأشياء نحو المستقبل، أو الإرشاد نحو المستقبل.
قلّة عدد أساتذة الفكر من جهة وتكاثر العدد العالمي للجامعات والنشاطات التأليفية والنشرية، يقول أستاذ علم الألسنية بيار أونكيريفه، والذي واكب نهضة السبعينات. هذا ليس عنواناً لفراغ وتخفيفاً في الأفكار، بل عنوان تضخم في الأفكار، مع تسجيل عدم الحاجة إلى الكبار من مفكرين وكتّاب ورسامين ومحللين نفسيين.
في العالم الحاضر، يبدو أن مكان هؤلاء الى اضمحلال. الأمر نفسه ينطبق على العسكر، قبل اليوم كنا نعرف أسماء جنرالات الحرب. لكن اليوم ما يهمنا أكثر، هو أن نعرف اسم زعيم المعارضة في "مالي" أو اسم زعيم التدخل في "مالي"، أو النيجر، أو السودان، أو ليبيا، زمن الأبطال الخارقين في الفكر قد تطور أو جرى تجاوزه، ولا يوجد مكان للندم أو للاسترجاع أو للحسرة.
يمكن الولوج إذاً إلى خلاصة، بأن الفكرة هي التي تختفي. هذا هو اللغم الذي يسود حالياً الوسط الفكري والثقافي.
لندساي أون المسؤول عن مكتب العلوم الإنسانية في جامعة هارفرد نشر العام 2007 مادة بحثية عن الحياة الثقافية في أميركا مثلها بحقل من الخراب والفوضى. والتضخم في الخصوصيَّة، وهوس الصعود والكراهية في النظرية. ("النقد الأكثر تدميراً وخراباً الذي يواجه الباحث هو وجود أفكار كبيرة" يكتب أون). وباللغة العادية يُعبر عنه بالتعثر بالأفكار منذ عقود ثلاثة. كانت مجلة "Pitote" في العام 1960، المجلة التي تسلي في التفكير، اليوم النظري متقدّم لكل شحنة من عقاب جزائي وتفضل أن تترك للاختصاصيين.
فقط رجل في العام 2023 هو من يحتاج الى الفكر، والى التفكير قياساً على العام 1970. التلفزيون تحت تأثير التحريض والشعبويَّة والتشييئ. فريدريك تاديثي أعاد مواكبة الحدث الفلسفي عبر "مجلة الفلسفة" في واحدة من النجاحات النادرة الحديثة في الصحافة المكتوبة، وكذلك البرامج الفلسفيّة القليلة على "قناة فرانس ثقافة" وفي أثرزهيد مهم على الشاشات، ودور النشر الجديدة.
وحده ستيفان هيسيل باع ثلاثة ملايين نسخة من كتاب صغير جداً. قد لا يُعد حتى كتاباً فلسفياً بمعنى الكتاب الجامع والشامل، فقط لأنه عكس صرخة فلسفيّة احتجاجيّة في مواجهة خراب وفوضى الأفكار النيورأسمالية السائدة وفي محاولة هيكلة أفكار جديدة للخروج من الأزمة المالية العالمية وتداعياتها عبر حلول ليبرالية أخرى.
"لا يوجد فعل المحاولة والمتابعة والتناوب" قالتها ذات يوم مارغريت تاتشر ("الأمل الذي نحمله في الفكرة هو بعض الأشياء الجديدة التي تظهر وتجد الكلمات لكتابتها. أن نختار النظرية، يعني أن نختار شكل الحياة، أو حتى شكل الموت، أو نختار الحياة ضد الموت" يقول ليندساي اون").
أن تقدم أفكاراً جديدة، اذاً هي البوصلة التي توجه الملف، الجديد لا يتوتر مطلقاً. الحياة تطبيقها في تقديمها، ليس بمعنى التطور أي الانتقال من حال الى حال بل بمعنى الجديد الذي نحمله. بمعنى آخر علينا ألا ندّعي في أي لحظة الشموليّة. والصحيح أيضاً ينطبق على اللحظويّة. السؤال في علم البيئة أو علم الأحياء والطبيعة حاضر، والأمر نفسه "المسلك الجديد ما بين التراث الماركسي، النظرية السياسية، والأسئلة الاجتماعية والتاريخ"، ذلك وفقاً لجيروم فيدال مؤسس منشورات امستردام. لكن يمكن أن نذهب أبعد بعد أشهر عدة، بعد سنوات عدة. لأن الأفكار تؤخذ عندما تكون حسيَّة جاهزة، ونستطيع أن نثمّن بقدر واحد في انتقائنا بأن يصير هذا الانتقاء أو الاختيار مهملاً ومهجوراً وبالسرعة الممكنة.
الفيلسوف الكندي تشارلز تايلور يرى أن الأيديولوجيات تمنع رؤية الواقع، واليوم لا توجد معارف جزئيَّة، وما يجري هو التوسّع الى الأقصى في انعكاس الأفكار.
عودة الى "لونوفيل اوبسرفاتور *هل يوجد وجوه كبيرة في الأجيال الفكريّة راهناً؟
- نعم، وأستطيع أن أعدّد بالدرجة الأولى بيار روزانفالون الذي نشر "مجتمع المساواة"، والكتاب برهن أن الديموقراطية تحتاج الى صورة المساواة. واليوم المجتمعات الحديثة مقسومة بين أغنياء وفقراء. أشير أيضاً الى تيار من الأفكار مثال هارتموت روزا وإلى تيارات ليبراليّة على غرار تيار جيمس تولي وهناك أيضاً ميخائيل سانديل في كتابه الأخير "ماذا يمكن أن تشتري الأموال" والاقتصاديان الاثنان جوزف ستيغلير وبول غروغمان اللذان يمثلان أفكاراً اقتصادية مهمة يساريّة الطابع تناقض النيوليبرالية المتوحّشة.
  في السبعينات جرى الكلام عن نهاية الروائيين الكبار، هل هذا ما زال صحيحاً؟
- بالواقع زمن الرؤية الكبرى ما زال قائماً، بالعكس متقدّماً على ما سواه. ثم النقاشات الكبرى اليوم في الأمم المتحدة تتركز حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة. هناك عودة الى الوراء الى الماركسية التي قيل إنها انتهت في السبعينات، اليوم الأفكار الماركسية عادت الى الواجهة تشغل المجتمعات الغربية، والمسألة الاشكالية بالنسبة لليمين واليسار تتعلق بطرح أجوبة سهلة، وعلى المفكرين اليوم إسقاط النظريات الايديولوجية الجاهزة والتقليدية التي تمنع رؤية الواقع.
  لفترات طويلة، كان السجال الفكري قائماً بفضل وجوه نقديّة قاومت الأنظمة القائمة؟ ماركس، فرويد، سارتر، لاكان، دولوز، فوكو، لا أحد يحلّ محل هؤلاء؟
- نهاية الحرب العالميّة الثانية أعطت الانطباع بغدٍ غنائي. الإنسانيّة مشت خطواتها، الخطوة تلوَ الأخرى والواحدة بعد الأخرى. لكن السؤال كان معرفة خارطة الطريق الصحيحة: ماركس، فرويد، مدرسة فرانكفورت؟، فكان الإيمان بتلك الأفكار الكبرى يتجه للايمان اللامتناهي بتقدم الإنسانيّة. لكن المستقبل ليس معادلة رياضيّة وحين يقفل المستقبل، إمكانية أن يكون نظرة شموليّة تختفي أيضاً.
اليوم لا أحد يستطيع أن يرى الصورة الكبرى، لا أحد يفهم كل شيء، ولا أحد يستطيع أن يرسم خارطة طريق. المفكرون المعاصرون ليس لديهم سوى نظرات جزئيّة، ولكنها أفكار مهمة للتأثير العام.
 المفكر الأميركي الكبير ليندساي واترز كتب العام 2008 متسائلاً هل ماتت الأفكار الكبيرة؟، ما رأيك؟،
- هو صديق لي، ولكن لا أشاركه نظرته التشاؤميَّة تلك. يمكن التخلي عن فكرة وجود حلول لكل المشكلات القائمة، حلول شاملة لكل المشكلات. المشكلة برأيي هي من الجهاز العالمي نفسه، وبالمغامرة الفكرية السائدة خارج أفكار الاختصاصات. تجد فيلسوفاً يتحدث في الفن، عالم اجتماع يهتم بالعلوم، عالماً اقتصادياً يفكر بالتحليل بالسيكولوجي. هذا هو علم منطق الحدود.
 أن يجيب الباحث في اختصاصه، هذا يسمى بالخبير. هل بقي هناك مكان لفيلسوف الذي يحب المعرفة على نحو شمولي؟.
- من الطبيعي أن يتمتع المفكر بمؤهلات خاصة وفي الوقت ذاته يوسع أفكاره الى الأقصى. للرد على سؤال "ما هي الديمقراطية"، يجب أن نجمع العلم السياسي والتاريخ وعلم الاجتماع والأنتروبولوجيا، ولكن أيضاً معرفة عامة للشرط الإنساني.
هذا ما نسمّيه الفيلسوف أو الفلسفة. لكن يجب أن نميّز ما بين الاختصاصات التي يدرّبها الأساتذة الجامعيون وبين الفلسفة وهي حدود فاصلة ضيقة جداً.
ماذا يقول بعض المفكرين والفلاسفة الآخرين:
 جوديث بوكلير عن "ما بعد النوع": "ما نشهده هو اضطراب في النوع الفكري، وفي فرنسا هناك الذوبان في النوع الفكري أو في نوع الدراسات وخير دليل على ذلك النتيجة والأثر على حقوق النساء والمثليين".
*غاياتري شاكرا فروتي سييفاك: تناقش سؤال ما بعد الكولونيالية في الولايات المتحدة الأميركية والهند وعلى كل الكوكب الأرضي. هذا السؤال بدأت دراسته في فرنسا من العام 2005 ، والأمر يتعلق بسؤال تقدم موضوع العالم الثالث في الخطاب الغربي.
ما بعد الكولونيالية الذي دارت حوله سييفاك ترجم الى الفرنسية في العام 2006، قبل أشهر من إنشاء وزارة الهوية الوطنية في فرنسا.
  هارتموت روزا: ناقش سرعة ايقاع ما بعد الحداثة، وأطلق روزا الألماني فلسفة النقد الاجتماعي للوقت، ليس فقط الكومبيوتر والآلات الحاسبة بل أيضاً الوجبات السريعة والنوم القليل، تغيير الإقامة، السيارة عالم غير محدود من الاستهلاك.
التقدم التقني أدى الى ربح عامل الوقت والى خسارته في آن. ان نجري أو نموت.
 جوان ترونتو: في العام 1968 صنع الرجال الثورة في وقت اهتمت النساء بالأطفال. اليوم المرأة تذهب الى العمل مثلها مثل الرجال والسؤال من يهتم بالأطفال؟
وهو سؤال يحمل بعداً سياسياً بطرح مسألة العناية والسؤال مطروح اليوم في الولايات المتحدة الأميركية حول المساواة بين الجنسين بالعناية بالأطفال.
 ريكمونت باومان: إذا كانت الحياة، كما الصحة، كما الحب هي أمور عارضة ودقيقة، ماذا يخرج العمل عن هذه القاعدة؟
باومان يكتب عالماً مساوياً (شاملاً)، عالم العولمة، ذوبان المؤسسات الصلبة، زوال الحدود، أي خلق إنسان من دون مرجعيات وخارج الأزمنة والأمكنة. هذه المابعد حداثيّة هي عالم تحوّلي، كما إعادة تدوير الأشياء أو بقايا الأشياء، وبقايا النفايات، والناس دخلت في حلقة مجنونة من الاستهلاك، والتسويق والتشييئ والتسليع. هذا يطرح مسألة المسؤولية الإنسانية المشتركة، للمحافظة على القيمة الإنسانية المشتركة ووحدتها.
 جاك رامتيسير: العالم مقسوم الى فريقين من جهة الديمقراطيات والانتخابات والأفكار والطبقة الوسطى، والمؤهلات الإنسانية ومن جهة أخرى فئات تهدد الديمقراطيات من العالم، والجرائم، والمخدرات والإرهاب والتشرد. وبالواقع التهديد للديمقراطية لا يأتي
من الطبقات الاجتماعية الدنيا بل من الأعلى من تلك الأوليغارشيه السلطوية الحاكمة.