وليد خالد الزيدي
تبقى قضية عودة جميع النازحين إلى مدنهم المحررة الشغل الشاغل الذي يؤرق جميع أبناء الشعب العراقي والعمل المهم الذي تسعى إلى تنفيذه الحكومة الاتحادية ومجلس النواب,في محاولات جادة ومساع حثيثة لإنصاف الأسر التي نزحت من مدنها بسبب البطش الذي مارسته مجاميع الإرهاب فيها واستباحتها دماء أبنائها من دون ادنى رحمة, وهدم المنازل وحرق الممتلكات الشخصية, وتفجير المساجد وتدمير المنشآت الحكومية, بيد إن مسألة العودة قد تحققت بنسبة كبيرة منها على أيدي أبناء العراق,متمثلة بتضافر الجهود والوطنية كالمؤسسات الحكومية ولجان مجلس النواب ومنظمات المجتمع المدني في العراق حيث عاد الكثير من المواطنين إلى مدنهم.
غير أن تلك العودة لم تكن متكاملة ولم تجر بشكل يمثل طموح العراقيين ولن يغلق هذا الملف بشكل كامل بالرغم من المحاولات الوطنية الكبيرة في هذا الإطار وذلك بسبب حجم المأساة التي شهدتها تلك المناطق متمثلة بالنزعة التخريبية التي دأب عليها الإرهابيون بعد أن طالت أيديهم كل المناطق السكنية والبنى التحتية والدوائر الخدمية فيها, ولا مناص من القول إن الجهود الوطنية التي بذلت في هذا الشأن بحاجة إلى مساندة دولية,لاسيما وان الأمم المتحدة قد تعهدت في وقت سابق بالعمل على دعم الجهود الكبيرة التي تقدمها الحكومة العراقية في مسألة إعادة النازحين لمناطق سكناهم بعد تحريرها في كافة المدن, الأمر الذي لفت إليه رئيـس مجلس النواب محمد الحلبوسي وأكد أهمية تفعيله,خلال استقباله الممثل المقيم الجديد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق,حيث أشار إلى ضرورة تطوير برامج الأمم المتحدة فـي العمل على أعمار المدن المدمرة, والمساهمة لإعادة النازحين إليها.
ومن أهمية القول إن ممثلية المنظمة الدولية يفترض ألا تكون في موضع التذكير بدورها الإنساني تجاه الشعب العراقي, لاسيما ان المواثيق الدولية قد أكدت على إيمانها بحقوق الإنسان وكرامته وقيمته،التي تعزز من مستوى الحياة التي يعيشها وحالة الأمن والاستقرار التي يفترض أن تعيش في ظلها شعوب الأرض قاطبة ومنها التي تعاني من أزمات إنسانية أو تقع تحت ظل احتلال يسلب حياتها ويفقدها حريتها,وهذا ما يستوجب أن تدرك المنظمات الدولية مستوى العمل على مد جسور التعاون مع الجانب العراقي لإعادة كافة سكان المناطق المحررة إلى مساكنهم بعد أن بذل العراقيون جهودا جبارة في تحرير الأرض وصيانة العرض وضحوا بأعز ما يملكون من شباب دفعوا أرواحهم فداء للوطن في صفحات القتال الشرس مع
الدواعش.
وأصبح من الضروري تفعيل دور المجتمع الدولي فـي العـمل الإنساني، وتنفيذ المشاريع والبرامج الإنمائية فــي المدن المحررة التي تعرضت إلى أضرار كبيرة جراء سيطرة الإرهابيين عليها والإسراع بتسديد الحصص المالـية لصندوق البرنامج الاممي لمساعدة العراق, وتـشجيع الدول المانحة على سداد التزاماتها بهذا الشأن,وعلى ضرورة تضافر جميع الجهود الوطنية الخيرة ليس على المستوى الرسمي المتمثل بالحكومة الاتحادية ومجلس النواب,فحسب بل على كافة المستويات الحزبية والشعبية والحكومات المحلية في المحافظات التي كانت مدنها ساحات حرب ضروس بين قواتنا الأمنية وعناصر التنظيمات الإجرامية,لاسيما في نينوى والانبار وصلاح الدين وبقية المناطق الاخرى وتوحيد الخطاب الوطني الذي يعزز من الخطط والبرامج الوطنية لعودة النازحين إلى مناطقهم ليمارسوا حياتهم وينعموا بالخدمات التي
يستحقونها.