بغداد: رغد دحام وحيدر الجابر
رغم غياب رئيس مجلس النواب الأصيل عن المجلس منذ أشهر طوال؛ إلا أن عمله يسير بانسيابية عالية من جانب إقرار القوانين المهمة، والتي ترجمت عبر جداول أعماله التي أعلن عنها وتضمنت جملة من القوانين ومشاريع القوانين المهمة والتي لامست حياة المواطن.
وقال المحلل السياسي وائل الركابي، لــ»الصباح»: إن «بقاء مجلس النواب بوضعه الحالي وإدارته بالإنابة وقدرته على إصدار أي قرار أو تشريع أو قانون، يثبت أن المطالبة بعملية الاستعجال في انتخاب رئيس للمجلس هي من باب العرف السياسي، وحتى لا يعتقد (المكون السنّي) أن المنصب الذي خصص لهم من باب العرف السياسي قد صودر منهم».
وأضاف، أن «الوضع الحقيقي يؤكد أن البرلمان أصدر عدة قوانين في زمن نائب الرئيس، وهي قوانين مهمة وكبيرة مثل قوانين الأمن الوطني وقانون منع البغاء وجداول موازنة 2024 ويوم الغدير»، لافتاً إلى أن «مجلس النواب من الناحية العملية لم يتأثر كثيراً بغياب رئيسه».
من جهته، بيّن الخبير القانوني أمير الدعمي، في حديث لــ»الصباح»، أنه «بموجب النظام الداخلي لمجلس النواب في قانون 13 لعام 2005 أكد شرعية أن يحل النائب الأول لرئيس مجلس النواب محل الرئيس في حال غيابه ولحين انتخابه، على أن يكون بوقت قريب».
وأضاف، أن «قرار المحكمة الاتحادية أعطى صلاحية لنائب الرئيس بأن يتولى النائب الأول مهام الرئاسة وأعطاه الصلاحيات دون أن تحدد بمدة زمنية، وأن الصلاحيات التي أعطيت لنائب الرئيس صلاحيات دستورية»، وختم الدعمي بالقول: إن «القوانين التي شرعت هي قوانين دستورية ولا غبار عليها».
وبعد مرور 8 أشهر على إقالة الحلبوسي، يرى مراقبون أن الخلافات أثبتت عجز الكتل السنّية في اختيار شخصية واحدة لتسنم المنصب واتساع الهوة بينها مما يعيق الاتفاق على رئيس للمجلس، بينما يجري الحديث بشأن زيارة رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني إلى بغداد مؤخراً، والتي أسهمت في تقريب نسبي لوجهات النظر، مع التأكيد على أهمية الاتفاق على مرشح واحد يمثل المكون السني.
وقال د. مجاشع التميمي، لـ»الصباح»: إن «قضية منصب رئيس مجلس النواب الشاغر منذ أشهر أصبحت معقدة في الأيام الماضية؛ حتى أن الجميع اقتنع ببقاء السيد محسن المندلاوي رئيساً للبرلمان بالإنابة»، وأضاف أن «الأزمة مركبة ومرتبطة بالمكون السنّي وبالإطار التنسيقي»، مستدركاً: «يبقى لرئيس (البارتي) مسعود بارزاني دور مهم في تقريب وجهات النظر داخل المكون».
وتابع التميمي: «استطاع بارزاني جمع محمد الحلبوسي وخميس الخنجر لأول مرة منذ فترة طويلة، ويبدو أن بارزاني اقترح حلولاً مرضية مقنعة تقوم على احترام حقوق حزب (تقدم) صاحب الأغلبية البرلمانية، وتقديم معالجات مقنعة لمعارضي الحلبوسي لذلك»، وأشار إلى «حديث بين الأوساط السياسية المقربة من (البيت السنّي) أن هناك بوادر لحل الأزمة من خلال استثمار زيارة بارزاني».
من جهته، اتفق الباحث والأكاديمي الدكتور خالد العرداوي، مع فكرة بقاء المندلاوي رئيساً للمجلس، لافتاً إلى انقسام المكون السني.
وقال العرداوي لـ»الصباح»: إن «زيارة بارزاني زادت من قوة المفاوض الكردي وتأثيره في العملية السياسية في بغداد»، وأضاف أن «بارزاني كرر ثوابت المحاصصة في اختيار رئيس البرلمان وضرورة توافق السنة على شخصية محددة»، مشيراً إلى أن «المكون السني منقسم للغاية لأسباب كثيرة، ولذا من غير المتوقع أن تُسهم الزيارة كثيراً في حل هذه المشكلة».
وتابع العرداوي: «قد تقرب هذه الزيارة بين بعض المواقف، ولكن يبقى القرار الأول والأخير بيد السياسيين السنة ومدى قدرتهم على تجاوز خلافاتهم»، متوقعاً أن «الصورة غامضة، وهناك من يفضل إبقاء المندلاوي في منصب رئيس البرلمان إلى نهاية الدورة البرلمانية».
تحرير: محمد الأنصاري