والتسويات في الحياة الزوجية

اسرة ومجتمع 2019/06/14
...

وجدان عبد العزيز
كانت بشرى فتاة جميلة وهادئة ذات ابتسامة جذابة، وتتحلى بالنجاح والاخلاص في عملها، تحدثت عن تجربة علاقتها بزوجها، وحينما أسهبت في الحديث وبث نجواها لزميلتها رجاء تجهمت ملامحها وخفتت ابتسامتها الجذابة وكشفت عن توترها، لكن بعدما استمعت بإنصات إلى حديث زميلتها رجاء بتمعن أخذت أساريرها بالتفتح ثانية، وهي تتابع صديقتها  القائلة: أرجوك يجب أن نحترم العلاقة الزوجية، كونها رباطا مقدسا وشراكة، قد تأخذ العمر كله، إذن من هذا المنطلق، لابد من أن نصل لحلول المشكلات بطريقة إتباع المرونة، وإبداء التنازلات من الطرفين، وذلك كون الزوج، قد اخذ تربية عائلية معينة، وكذلك الزوجة، وليس بالضرورة أن تلتقي هاتان التربيتان، فقد تتنافر أوتتجاذب، والطريقة المثلى في تقريب وجهات نظر الطرفين، ثم صمتت رجاء وأردفت قائلة: أكيد هي التفاهم والحوار وإبداء مرونة بينهما، وان يتقاسما هذه المهمة بطريقة التسويات المرنة، وأضافت: على المرأة ألا تضع في ذهنها ان التنازل في بعض المسائل للزوج يزيد في تسلطه وتعنته، بل عليها أن تقبل منه كما يقبل منها، كي تنشأ بينهما محبة واحترام ومودة وأخذ وعطاء، وبالتالي فان هذه العلاقة إذا ما سارت وفق هذا التفاهم، الذي تسوده مشاعر الحب، فالضرورة تحكم بان الزوج أوالزوجة يأخذ أكثر مما يعطي، ومن ثم يحدث غض النظر عن الكثير من الأمور الطارئة في حياتهما، اي ولابد من سيادة العقلانية في تقدير العلاقة الزوجية، فعلى المرأة، التي تتحلى بهذه 
الروحية أن تفترض أنها رائعة وجديرة بأشياء أروع، ولكن قد يقصّر الزوج لظروف معروفة لدى الطرف الآخر الزوجة، فهل يصبح هذا التقصير مشكلة تلحق الضرر بالعلاقة الزوجية بالتأكيد لا يجوز هذا، بل يجب أن نرفع شعارا، هو أن نقبل بالحلول الوسط ونهدأ ونتبع طريق الحوار، فلابد من الجلوس معا والاستماع كلا إلى صاحبه بطريقة نشعر بها بمطلق الحرية في تقديم الاقتراحات ونخضعها للنقاش، والتي قد تُرفض أوتُعدل، حتى الوصول إلى الحل الذي يُرضي الطرفين ..
وأضافت رجاء أيضا : فالحلول الوسط أي التسويات في العلاقات الزوجية ركن أساسي ومهم لإنجاح الشراكة، حتى الوصول الى  استغلال هذه العلاقة بما يخلق أروع علاقات الحب ومشاعر المودة، كي تصل العلاقة إلى مستوى سعادة حقيقية تنجر على مجمل مسارات الحياة في البيت والعمل وأخيرا فان الحب هوأساس العلاقة وحالة التفاهم والمرونة، هي التي بُني بها هذا الأساس بالنتيجة نكسب علاقة زوجية مستقرة تنتج أسرة متماسكة يسودها التفاهم،وبهذا المستوى من العلاقات، فإننا نصدر هذه الحياة المثالية للمجتمع، لتحقيق فوائد للآخرين في الاقتداء بنا وحل المشاكل، التي إن بقيت عالقة تكون بمثابة الأرضة الناخرة في بناء الأسرة والمجتمع.