واشنطن: وكالات
ربّ ضارةٍ نافعة. بهذا المثل، يمكن اختصار ردات فعل الجمهوريين، على حدث إطلاق النار الذي تعرض له المرشح للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب، أثناء إلقائه خطاباً في مهرجان انتخابي في بنسلفانيا. ففي الكونغرس، وفق صحيفة "بوليتيكو"، يعتقد الجمهوريون بالفعل، أنّ إطلاق النار في التجمع الانتخابي، ليلة السبت، "قد جعل طريق ترامب أسهل للعودة إلى البيت الأبيض".
بدايةً، قال النائب ديريك فان أوردن، جمهوري من ويسكونسن، للصحيفة في مقابلة قصيرة، وبعد وقتٍ قصير من إطلاق النار: "لقد نجا ترامب من هذا الهجوم، لكنه فاز للتو في الانتخابات". كذلك، أشار النائب تيم بورشيت، جمهوري من ولاية تينيسي، إلى الصور ومقاطع الفيديو لترامب، التي انتشرت بسرعة عبر الإنترنت، وقال إنّ ما حدث "سيعمل على تنشيط القاعدة أكثر من أي شيء آخر". وهو، أي ترامب، "يرفع قبضته في الهواء ولا يريد المغادرة. ويصرخ، قاتل، قاتل، قاتل. هذا سيكون الشعار". ولفتت "بوليتيكو" أيضاً إلى أنّ إطلاق النار، الذي وصفه العديد من المشرعين الجمهوريين على الفور بأنه "محاولة اغتيال"، يرسل موجات صدمة إلى "انتخابات مضطربة بالفعل". وذلك لأن الديمقراطيين - الذين كانوا يتقاتلون على إمكانية انتخاب الرئيس جو بايدن ولم يتحدوا في انتقادهم لترامب إلا على مدى الأسبوعين الماضيين - سرعان ما أسكتوا هجماتهم على الرئيس السابق. في المقابل، سارع الجمهوريون، الذين ظلوا صامتين وسط المشاجرة الديمقراطية، إلى إلقاء اللوم على خطاب الحزب المعارض في الهجوم على ترامب.
وكان ترامب، قد أصيب في أذنه، على إثر أعيرة نارية أطلقت، أثناء إلقائه خطاباً. وأظهرت لقطات مصورة أفراداً من جهاز الخدمة السرية والشرطة، وهم يرافقون ترامب إلى سيارة، بينما كان يرفع قبضته في الهواء. وتم الكشف فيما بعد عن تحييد مطلق النار، من قبل جهاز الخدمة السرية.
وألقى عضو مجلس النواب الجمهوري مايك كولينز من ولاية جورجيا اللوم على الرئيس الأميركي جو بايدن في محاولة اغتيال دونالد ترامب. وقال كولينز، وهو عضو جديد في الكونغرس من منطقة شرق أتلانتا وله تاريخ من التصريحات الاستفزازية على وسائل التواصل الاجتماعي: "يجب على المدعي العام الجمهوري في مقاطعة بتلر، بنسلفانيا، أن يوجه على الفور اتهامات ضد بايدن بتهمة التحريض على الاغتيال". وكتب في تغريدة على موقع "إكس": "أرسل جو بايدن الأوامر"، وشارك اقتباساً من حديث سابق لبايدن، قال فيه إنه يريد "وضع ترامب في مرمى النيران".
ووفقاً لتسجيل حصلت عليه صحيفة "بوليتيكو" قال بايدن في مكالمة مع المانحين: "لدي مهمة واحدة وهي التغلب على دونالد ترامب. وأنا متأكد تماماً من أنني الشخص الأفضل القادر على القيام بذلك. لذا، انتهينا من الحديث عن المناظرة، وحان الوقت لوضع ترامب في مرمى النيران".
ومن الواضح أن تعبير بايدن مجازياً مقصده أنه يريد التغلب على ترامب في السباق الانتخابي، لاسيما بعد أدائه الكارثي في المناظرة التي جمعتهما. ويبدو أن التداعيات ستمتد إلى ما هو أبعد من السياسة، حيث دعا أعضاء من كلا الحزبين إلى إجراء تحقيق في الأمر.
وأعلنت حملة دونالد ترامب الانتخابية، أنه سيحضر المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الأسبوع المقبل، بعد أن تعرض لإطلاق نار وأصيب في ما بدا أنها محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا.
وقال مكتب التحقيقات الفدرالي، أمس الأحد، إنه حدد هوية (توماس ماثيو كروكس) باعتباره الشخص المتهم في إطلاق النار مساء السبت على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في ولاية بنسلفانيا الأميركية.
وجاء في البيان الذي نُشر صباح الأحد: "حدد مكتب التحقيقات الفدرالي توماس ماثيو كروكس، وعمره 20 عاماً، من بيثيل بارك بولاية بنسلفانيا، باعتباره الشخص المتورط في محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب، في مدينة بتلر بولاية بنسلفانيا". وأضاف البيان أن التحقيق ما زال جارياً لاستخلاص مزيد من المعلومات.