صراخ آخر

ثقافة 2024/07/23
...

 محمد الباقر


أيها الرَبّ

يا واسع العطاء والمحبة

أنا.. كائن محشوٌ بكلمات طازجة 

كلمات.. تقطر وجعًا وحزنًا لا يندمل

وكلما حاولت 

أن أُخرجها مطرزة بالفرح

يسقط سقف الكآبة المتهرئ

فوق أصابع بوحي

وتموت.. تموت الكلمات التي حينما 

وددت كتابتها 

رسمتُ، بلا شعور، 

تابوت وطفل يحمل ملامحي..


أنا أيها الرَبّ

لستُ كما يعتقد الجميع 

بأنني أذهب إلى الحُزن بنفسي 

لكن

كل شيء هنا يدعو لذلك

مظفر

قاسم جبارة 

كافكا

وفان غوخ

هؤلاء كلهم  يصرخون في رأسي 

يصبون لوعاتهم على شغاف قلبي 

وأنا.. ولد عجن طينه من رحم أُمٍ 

كانت تحوّل بكاءها إلى دعاء 

وصمت مُفرط، حتى صرت 

أفكر أحيانًا في أنني جئت إلى هذه الحياة 

محملًا بثقل صرخات كان من المفترض أن تطلقها 

بوجوه من تسببوا بذلك.

أنت أيها الرَبّ 

تعرف - حق المعرفة-

إنني أطيب ممّا أبدو عليه

وأكثر قوة من أن أترك هذا الجَزَع يتملكني

لكنها التراكمات.. التراكمات أيها الرَبّ،

من جعلتني بهذا الشكل

بهذه الهيئة المروّعة

بهذا الضجيج الذي أحمله 

حتى وأنا أحلم بمن أحب!


أنت أيها الرَبّ 

لا يوجد أحن منك على عبادك 

أرجوك يا رَب

أتوسل إليك نيابة عن أمي المتعبة

نيابة عن بكاء أختي حين تستشعر تعب ملامحي 

عن أولئك الأصدقاء الذين يهمهم أمري؛

إن رأيت حزني قد زاد عن طاقتي،

ولم يعد بإمكان روحي أن تتحمله  

خذني إليك.. 

فأنا مجرّد خيال هشّ  

لا تتركني أخرج من هنا منتحرًا 

لا أتحمل بعد.. أيّ عذاب

أي فكرة قد تؤخر فرح شحيح

آت.