في الخبر أنَّ قوات "سوريا الديمقراطيَّة" أطلقتْ المئات من المحتجزين الذين يقبعون في سجونها، وجلّهم من أفراد التنظيم الإرهابيّ "داعش". ولا أحسب أنَّ خبراً كهذا ينبغي أنَّ يمرَّ من أمام أعيننا بشكل عابر.
هذا تهديد خطير. ومَنْ يتذكّر بدايات نشأة هذا التنظيم الأسود، سيتذكر ولا بدّ أنَّ نواته الأولى وُلدتْ في السجون والمعتقلات العراقيَّة. فبسبب الوضع الأمنيّ الهشّ آنذاك حدثتْ سلسلة من الخروق تمكنوا بها من مهاجمة السجون وتهريب المئات منهم وتجميعهم وإعلان تنظيمهم الإرهابيّ ثم دولتهم المزعومة بعد السيطرة على محافظات عدّة.
واليوم ونحن نقرأ الوثيقة المسرَّبة التي تتحدّث عن قيام "سوريا الديمقراطيَّة" بإصدار عفو عن 1200 إرهابيّ قابع في سجونها، يجب ألّا يغيب عن بالنا ما حدث في تلك الأيام المظلمة، خاصةً أنَّ الوضع السياسيّ والإقليميّ المضطرب بفعل حربين تشغلان العالم، أعني الحرب الأوكرانيَّة والعدوان الإسرائيليّ على المدنيين الفلسطينيين، يخلق بيئة ملائمة لنموّ هذه الخلايا السرطانيَّة. وسوريا لصقنا جغرافياً وتأثيراً أمنياً مباشراً.
ليس من الحكمة أنْ نستبعد فكرة أنَّ هذه التحرّكات المريبة قد تكون مشروعاً لإعادة إحياء عظام هذا التنظيم الإرهابي بعد أنْ أصبح رميماً، وليس من الحصافة أنْ نظنَّ أنَّ إسرائيل بريئة من هذه التحرّكات، فهي تبحث عن حدث كبير في المنطقة يصرف الأنظار عما ترتكبه من جرائم بحقِّ مدنيي
غزّة.
فالحذر الحذر. وقديماً قيل "مَنْ حذّرك كمن بشّرك".