بيروت: جبار عودة الخطاط
في الوقت الذي يستعد فيه لبنان لتهيئة أوراقه الدبلوماسية وتقديم طلب رسمي إلى مجلس الأمن الدولي لتمديد مهمة "اليونيفيل"، التي تنتهي وظيفتها الأممية في شهر أيلول المقبل، تشهد حدود لبنان الجنوبية تصاعدًا مستمرًا في وتيرة الاشتباك الناري في ظل تهديدات إسرائيلية بحرب شاملة على لبنان.
وتشرف قوات "اليونيفيل" - كما يفترض - على تنفيذ القرار الأممي 1701 الذي صدر عقب حرب تموز 2006 بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وتنهض بدور أممي في الحفاظ على الاستقرار في الجنوب، وهي تضطلع بمهام نزع الألغام، فضلًا عن مشاريع إنمائية صغيرة تقوم بها لتوطيد علاقتها بالسكان المحليين في جنوب لبنان، وثمة معلومات تفيد بتحرك وفد من "اليونيفيل" إلى تل أبيب للبحث في كيفية احتواء الوضع المشتعل على الحدود الشمالية مع لبنان، في وقت أطلق فيه عدة مسؤولين إسرائيليين تهديدات ضد لبنان.
في السياق، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، وتباحث معها في تطورات الوضع في جنوب لبنان، وفي تجديد ولاية "اليونيفيل" وتطبيق القرار 1701، وذلك قبيل مشاركتها في جلسة المشاورات التي سيعقدها مجلس الأمن يوم الجمعة المقبل بشأن تنفيذ القرار. وأكد بو حبيب لبلاسخارت: "التزام لبنان بالتطبيق الكامل للقرار 1701، كما أكد أهمية إعطاء الأولوية للحلول الدبلوماسية والسياسية في ما يخص الصراع في جنوب لبنان والمنطقة".
بموازاة ذلك، أشار النائب حسن عز الدين، إلى أن "المقاومة تردع العدو اليوم بضربها أماكن أكثر عمقاً في الكيان وبإدخالها مستوطنات جديدة في دائرة الاستهداف، في مقابل ما يتجه إليه من التصعيد وتوسيع الرقعة الجغرافية للميدان"، وأضاف خلال حفل تأبيني في بلدة تبنين أمس الأربعاء، "لا تصدقوا أن هذا العدو يستطيع أن يشن هجوماً برياً على لبنان وينتظر ذريعة، لأن هذا العدو منهك وضعيف، نعم لديه تفوق على مستوى الجو والتقنيات التكنولوجية، أما في روحية القتال فنحن نتفوق عليه بأضعاف، وقد تكون هذه من أهم عوامل التفوق."
ميدانيًا، قصفت المدفعية الإسرائيلية، أطراف بلدة كفرحمام في العرقوب قضاء حاصبيا، وأفاد شهود عيان من المنطقة باشتعال الحرائق في الأماكن المستهدفة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي، "إصابة عسكري إسرائيلي بجروح خطيرة جراء سقوط صواريخ أطلقت من لبنان أمس بمنطقة هار دوف شمالي إسرائيل"، في حين استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أمس الأربعاء بلدة حولا، حي المرج وبئر المصلبيات في جنوب لبنان.