تعشقُ الكلماتِ ...
فتطيلُ النظرَ الى رسومِها وألوانِها
وتسمعُ موسيقاها ...
وهي تترددُ في أرجاءِ روحِك َ
تحدّقُ في قوارب السطورِ الطافيةِ
في بحارِ المعنى
تتابعُها وهي تترى أمامَك َ مُسرَعة ً
تمضي معها ...
فتسبقك َ إلى المبتغى ...
... تعدو خلفَها ..
وهي تقودُكَ نحو الله ...
والحكمة ِ ...
وألأماني ...
وعقم ِ الفلسفة
وشيوعِ الموت
والاسئلةِ المُعّلقةِ في الهواء
والمعنى الغائب في دوَّامةِ الإنتظار
وما يدورُ من صراع
على هذه الارض
وجفاف العقل
رغم حمَّامَّات الدماء
وثقلِ التأريخِ وكثافتهِ
إزاء شحوب هذه اللحظة العابرة
...تتحسّسُ وجعَ الكلماتِ
ووجعِ كاتبِها
وهو يلوبُ حائراً
وتمتّصُ رحيقَها بمهارةِ دبوّر
وفي آخرةِ الليل
يسيلُ سوادَ عينيك َ
مِثلَ حبرٍ أسود
على بياض ِ النظّارة الطبية
ليترك َ في وجهِك َ
حفرتين ِبيضاويتين ِ
لرجلٍ أعمى ...
...يعشقُ الكلماتْ
