حميد المختار
ثمة الكثير من الحصاد الغض المثمر الذي صار زوادتنا في الحياة والفكر والبيئات المختلفة للوعي ، هؤلاء انبياء الكلمة وقديسو المعنى ورهبان المعارف الانسانية الكبرى بهم تتم الاشياء الخالدة التي تمس حياتنا في الداخل والخارج والعمق لأجلهم خلق الله العقل وتدبر شؤون العالم.
بهم سارت الانسانية الى مقامات الزهو وتأسيس الحضارات التي اضافت الى الحضارات القديمة سمة التواصل والتسلسل المنطقي لتطور الاشياء في حياتنا ، وعلى صعيد الاداب اسس بودلير الغامض والغاضب لقصيدة النثر الاوربية ودستويفسكي جدد اساطير الذوات الانسانية وبين المتانة والهشاشة في انسان العصر المتفجر عبر رواياته العظيمة، وماركيز اعاد خلق العالم بطريقته السحرية التي صنعت واقعاً بديلاً وذاكرات لايمكن لها ان تضمحل وهي بهذا النشاط والقوة في خلق الكائنات الجديدة ورولان بارت نظر لادب جديد وفكر متنوع وغائب طعمة فرمان خلد الذات الانسانية البغدادية ودون عذاباتها وهي حاضرة وكذلك وهي منفية في المنافي البعيدة والسّياب الذي صار علامة فارقة لحداثة شعرية جديدة انطلقت من العراق هو وزملاؤه الذين هشموا القوالب الثابتة ودخلوا بوتقات شعرية مليئة بروح التجديد والتحرر ومحمد خضير الذي امتلك ناصية روح القصة القصيرة وصار يبني كالمهندس المعمار بناءات يتوهم المتابع انه ربما يقرأ لقلم انتجه العالم المتحضر فصار زميلاً لبورخس مثلاً وهو يهندس هو الآخر نصوصه السردية القصيرة والشعرية المليئة بالمعارف والتواريخ المحتشدة في ذاكرة عين عمياء لكنها ابصرت العالم برؤية جديدة، هؤلاء المراجع العظام والمعلمون الاوائل الذين امتلكوا ناصية الحياة والموت والابداع والجمال.
لهذا اقول اننا جميعاً تعلمنا منهم الكثير وصرت شخصياً تلميذاً تابعاً لهم اغتنم الفرص لأتعلم شيئاً منهم وصرت بدوري دليلاً لمن جاء بعدي اقود الاخرين الى فراديس هؤلاء التي كثيراً ماعشت فيها احلامي وتطلعاتي وكتبت رواياتي وشعري وقصصي القصيرة تحت افيائهم وفي مهب ريحهم وعسل كلماتهم، ربما اننا جميعاً كتاب العالم صارت مصادرنا السردية واحدة، فذات يوم بدأت بكتابة رواية جديدة.
كتبت منها بعض الفصول وكنت اقرأ رواية لكاتب فرنسي فاكتشفت ان ثيمة هذه الرواية تشبه ثيمة روايتي التي اكتبها حزنت ولكنني فرحت ايضاً لانني على الاقل وصلت الى المستوى ذاته من التفكير السردي لدى كتاب الغرب واختيار الافكار المشتركة.