بمناسبة الذكرى الـ 150 لعيد الصحافة العراقية، أقام اتحاد الأدباء جلسة بعنوان( المجلات الثقافية البغدادية الرائدة) بحضور العديد من الادباء والمثقفين والإعلاميين.
وبدأت الجلسة التي ادراها نائب الأمين العام لاتحاد الادباء علي الفواز، بحديث الأمين العام للاتحاد ابراهيم الخياط عن بداية الصحافة الثقافية ومسيرتها واهم المحطات والمراحل والصعوبات في حياة الصحافة الثقافية.
كما وتوقف عند عبد الرزاق الحسني الذي يورد أن هناك (٧٣) مجلة صدرت بين (١٩١٧-١٩٣٣)، وهنا - حسب الخياط - لا يمكن ألا تكون هناك ضوابط، وهذه الضوابط تدل على وجود حركة صحفية متميزة، ففي عام ١٩٣١ صدر قانون رقم (٨٢) وهو أول قانون عراقي للمطبوعات، وجرى أول تعديل له عام ١٩٣٢، وتعديل آخر في نفس السنة، هذه القوانين وتعديلها بقدر ما وضعت من ضوابط، إلاّ أنها قد قيدت حرية الصحافة، ولكنها لم تمنع من صدور المجلات العديدة والقيمة.
وتحدث الخياط كذلك عن انتصار معسكر الحرية في العالم، وعن التطور السريع بعالم الصحافة من الناحية الفنية والتحريرية.
ومن اهم المجلات الثقافية في هذه المرحلة هي مجلة الرابطة، مجلة عالم الغد، مجلة الفكر الحديث، مجلة البيان، مجلة الجزيرة، مجلة الرحاب، مجلة الفنان، مجلة الهاتف، مجلة الثقافة الجديدة
وغيرها.
كما وتتوقف الخياط عند مجلة الطليعة وعند صدور المجلة جاء في ترويستها أنها مجلة “الفكر العلمي” و” الثقافة التقدمية”، والتي كان صاحب امتيازها مهدي جواد الرحيم ومديرها المسؤول خالد طه نجم المحامي.
وبسبب توجه المجلة، أقدمت السلطات الملكية الحاكمة في العراق على إلغاء امتيازها ولما يصدر منها سوى عددان الأول، في تشرين الثاني سنة ١٩٥٣ والثاني في كانون الأول سنة ١٩٥٣. لكنها سرعان ما عادت إلى الصدور بامتياز جديد صاحبه عبد الرزاق الشيخلي في نيسان-ابريل سنة ١٩٥٤، ولم تمر إلا أيام قليلة حتى الغي امتيازها ثانية. وتعاقبت الاحداث وتوقفت المجلة لمدة ثمان سنوات، ولكنها عاودت بعد ذلك حتى استمرارها للغاية الان.
كما وقد تناول الخياط تفصيلا مسببات توقف هذه المجلة ومعاودتها للإصدار، بوصفها من المجلات التقديمية الفكرية التي تأخذ بنظر الاعتبار التطورات الحاصلة في العالم.
لم تكتف الجلسة بحديث الخياط، بل تخللتها مشاركات ومداخلات، إذ تحدث الناقد فاضل ثامر عن استشهاد الروائيين والكتاب عبر كتاباتهم بالشخصيات الصحفية لثقافية ومنهم الروائية لطفية الدليمي، وذلك عندما استحضرت شخصية تاريخية المحرر الصحفي، وأن دخول الاديب العراقي للصحافة هو كسب كبير، حتى أن البعض كان يعترض على فكرة دخول الأدباء للصحافة لأنهم غيروا لغة الصحافة التي لها لغتها الخاصة رغم اعترافهم بتفوق الاديب الصحفي على غيره من الصحفيين بالأسلوب والطرح. ذاكراً أن الصحفيين اللامعين هم في الأساس ادباء، واصفا بأنه زواج مبارك بين الادب والصحافة.
وكذلك تحدث القاص حسين الجاف عن الصحافة الكردية بوصفها جزء من الصحافة العراقية وكذلك تناول صدور أول جريدة كردية هي جريدة كردستان عام ١٩٢٢، والتي أسسها الأمراء الكرد البدرخانيون مقداد وعبد الرحمن
بدرخان.