التنمية البشريَّة في دوراتٍ مجانيَّة

اسرة ومجتمع 2024/08/18
...

 بغداد: غيداء البياتي 

من أجل التغلب على مصاعب الحياة وديمومة دوران عجلتها تحدت مدربة التنمية البشرية الدولية إسراء الناصري المجتمع الذكوري الذي يحيطها، مستغلة ثقتها العالية بالنجاح لما تصبو له، فقررت إكمال مشوارها العلمي بالغوص في مجال التنمية البشرية.

الناصري قالت لـ (أسرة ومجتمع) : «بعد أن أديت رسالتي في تربية الأولاد وتخرجهم في الجامعات،  قررت إكمال مشواري العلمي وتلبية طموحي، فدخلت مجال التنمية البشرية لما له من تأثير نفسي في جميع أفراد الأسرة، لا سيما بعد أن اكتشفت أن مواضيعه مهمة ومفيدة وتمس جميع شرائح المجتمع، ولأن هذا المجال قريب جداً للطب النفسي فهو يعالج بعض الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان بسبب متغيرات حياته الاجتماعية».

اسراء أشارت إلى أنها مدربة معتمدة في هذا المجال البشري وقد حصلت على شهادة متسوق دولي وتعمل في إحدى شركات البيع المباشر العالمية، وهي الآن تعمل ضمن شركة البورد الأوروبي التي تمتلك صلاحية المشاركة مع العراق وبريطانيا ولبنان بعد تأسيسها والتي تهتم باعطاء دورات مختلفة في مجال تطوير الذات منها: الحلاقة والخياطة والاسعافات الأولية وبعضها للتجميل، أي إن تلك الشركة لا تقتصر على التدريب الالكتروني، بل تهتم بإعطاء الدورات العملية من أجل جعل المتدربين يكتسبون مهارة العمل، كما نوهت بأنها كانت قد تخرجت في جامعة بغداد/ كلية اللغات / قسم اللغة الفرنسية، وقالت : «ساعدتني دراستي السابقة على تطوير ذاتي واسترجاع معلوماتي من القصص والروايات التي تعلمتها، ولأني رغبت بأن أقدم زكاة علميّ قررت إعطاء دورات مجانية عبر منصة «غوغل» للتعليم، خاصة تلك التي تركز على السلام الداخلي والثقة بالنفس والمحيط الإيجابي، وهنالك موضوعات مهمة أيضاً ركزت عليها خلال الدورات المجانية وهي ما يخص إدارة الوقت وبرمجة العقل الواعي واللاواعي وريادة الأعمال والذكاء العاطفي، ولبرمجة اللغة العصبية أيضاً نصيب في تلك الدورات، فمن حق أي شخص تعلمها، مبينة، أن طاقة المكان والأسماء هي الأكثر طلباً من قبل النساء، كونها تمس حياتهن الأسرية».

الناصري قالت:»إن التوسع في تلك المواضيع الإنسانية النفسية يجعل الشخص يغوص في بحارها، فيطمع في معرفة المزيد عنها، لذلك أغلب الذين يدخلون موقع التعليم المجاني الخاص بي 

يطلبون دورات على أرض الواقع، لذلك قررت أن يكون لدي موقع مجاز من قبل وزارة التعليم العالي لإعطاء هذا النوع من الدورات لكل من يرغب في الحصول على شهادة بعد أن يكون لهم اختبار حضوري، لا سيما من الذين ينوون تدريب أشخاص آخرين على تلك العلوم، حيث يتطلب منهم أن يثبتوا مصداقيتهم في مصادر معلوماتهم».

وعن الغاية من دخول الأشخاص في تلك الدورات قالت اسراء:»البعض منهم لزيادة الخبرة في الحياة أو لتجاوز محنة نفسية كانوا قد تعرضوا لها في حياتهم أو لربما إن لديهم هواية وتعلقاً في تعلم هذا النوع من العلوم والبعض الآخر من أجل كسب المال، فيتعلم طرقاً مختلفة».

وأوضحت مسترسلة حديثها:»أن الدخول لتلك الدورات يشمل الفئات العمرية التي تبدأ من المراهقة فما فوق، ومن كلا الجنسين لكن الإقبال عليها يكون في الغالب من النساء، وهذا لا يعني بالضرورة عدم تقبل الرجال للتنمية البشرية فقد استضافت الدورات جميع شرائح المجتمع، فمنهم الأستاذ الجامعي ومديرو المدارس أو مديرو دوائر الدولة خاصة من الذين لا يمتلكون الجرأة والشخصية التي تجعلهم قياديين أو لربما يكون أحدهم في الغالب خائفاً في الاجتماعات واللقاءات فهذه الدورات تجعله يكسر حاجز الخوف والتردد».

وإن هنالك أشخاصاً مرموقين في المجتمع يدخلون لموقع الدورات الالكترونية ويتمنون تواجدهم في الحضورية لكنهم يخجلون أو ربما ينزعجون من تدريب أو محاضرة لتطوير الذات تقدمها امرأة، وقد يعدها البعض منهم إهانة له لكون سيدة تقدم له المشورة أو النصيحة، لذلك قلت «إن أغلب المقبلين على الدورات والمستجيبين لها هم من النساء وبجميع الأعمار وقد أثبتن جدارة في حصولهن على شهادات تدريب وبعضهن أخذن يزاولن مهنة تدريب طلبة الجامعات على موضوعات التنمية البشرية وهذا ما أشعرني بالفخر، لأن المدرب يخلق إنساناً جديداً مليئاً بالطاقة، فبعد أن يكون مصاباً باليأس يصبح لديه دافع للاستمرار بالحياة».