الفيتامينات والمكملات الغذائيَّة.. وهمٌ باهظُ الثمن

علوم وتكنلوجيا 2024/08/29
...

 ويليام ريفيل
 ترجمة: شيماء ميران

في العام 1912، اشتقت كلمة فيتامين من الأمين الحيوي لوصف نوعٍ من المركبات العضوية  والامينات التي يحتاجها الجسم بكمياتٍ صغيرة لتمتع بصحة طبيعية. كان أول فيتامين مكتشف هو (B1) الذي تتكون بنيته من مجموعة أمينية. واليوم، نعلم بأنَّ معظم الفيتامينات هي ليست أمينات، لكنَّ الاسم بقي موجوداً.
يحتاج جسم الإنسان في الأساس الى فيتامينات لكي يعمل على نحوٍ طبيعيٍ. والفيتامينات المعروفة ثلاثة عشر فيتاميناً، وهي على التوالي مع أسمائها الكيميائية فيتامين A (الريتينول) وفيتامين C (أسكوربيك أسيد) وفيتامين D (كالسيفرول) وفيتامين E (توكوفلرول) وفيتامين K (فيلوكينون)، أما مجموعة فيتامين B، B1 (الثيامين) وB2 (الريبوفلافين) وB3 (النياسين) و B5 (البانتوثنيك أسيد) وB6 (بيريدوكسين) وB7 (البيوتين) وB9 (فوليك أسيد) وB12 (كوبالامين).
كما أنَّ الجسم يحتاج الى بعض المعادن كونها ضروريَّة جداً للصحة، ومنها الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم والصوديوم والكلوريد والمغنيسيوم والحديد والزنك واليود والكبريت والكوبالت والنحاس والفلورايد والمنغنيز والسيلينيوم.
يحتاج جسم الإنسان الى الفيتامينات لتسهيل عملية التمثيل الغذائي الخلوي بنحوٍ سليم، إذ تعدُّ عوامل مساعدة لعمل بعض الانزيمات المهمَّة حيوياً في التمثيل الغذائي البشري. نحصل على الفيتامينات من خلال اتباع نظامٍ غذائيٍ يوازن بين الأطعمة الحيوانيَّة والنباتيَّة، ونادراً ما يحدث نقصٌ فيها. كما تعدُّ البكتيريا المعويَّة مصدراً طبيعياً للفيتامينات.
ومع أنَّ البلدان الفقيرة لا تزال تعاني من أمراض نقص الفيتامينات بسبب سوء التغذية، لكنَّ الدول المتقدمة أيضاً باتت تعاني من هذه الأمراض بسبب اتباع نظامٍ غذائيٍ متخصصٍ، فمثلاً لا تحتوي النباتات على الكوبالامين، ومن يتبع نظاماً غذائياً نباتياً صارماً يكون عرضة للإصابة بنقص الكوبالامين، ما يؤدي الى فقر الدم فيلجؤون الى تناول مكملات الفيتامينات.
ومن خلال دراسة نقص التغذية تمَّ اكتشاف العديد من الفيتامينات، فمثلاً، كان مرض الاسقربوط شائعاً في القرنين السابع عشر والثامن عشر بين البحارة الذين يذهبون برحلاتٍ طويلة، والسبب عدم توفر الفاكهة الطازجة أثناء الرحلة. حتى منتصف القرن الثامن عشر، تمَّ اكتشاف علاجٍ وقائي منه وهو تناول حبة ليمون حامض الغني بفيتامين C.
يقوم علماء الكيمياء الحيويَّة عادة بتقسيم الفيتامينات الى مجموعتين، مجموعة قابلة للذوبان في الماء وهي فيتامين C وجميع فيتامينات B والأخرى قابلة للذوبان في الدهون (A وD وE وK). ويتم تخزين الذائبة في الدهون منها في الأنسجة الدهنيَّة والكبد، وقد يبقى جزءٌ احتياطيٌ منها في الجسم لعدة أيام أو أشهر أحياناً، أما الذائبة في الماء فلا تبقى في الجسم لفترة طويلة ولا يمكن تخزينها وتخرج مع البول. لذلك، يحتاج جسم الإنسان الى الفيتامينات الذائبة في الماء أكثر من الذائبة في الدهون.
لا يقوم جسم الإنسان بتصنيع كمية فيتامينات كافية لتلبية احتياجاته، بالتالي يجب الحصول عليها من نظامٍ غذائي أو بعض المصادر الاصطناعيَّة، ويُعتقد أنَّه بسبب توفر الفيتامينات الأساسية في النظام الغذائي الاعتيادي، يفقد البشر القدرة على تصنيعها بنحوٍ تدريجي.
من الناحية الطبيَّة، من يتبع نظاماً غذائياً متوازناً لا يحتاج الى مكملات الفيتامينات. وإنَّ تناول أقراص المكملات المتعددة للوقاية من نقص الفيتامينات أمرٌ شائعٌ، وهو صناعة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات على مستوى العالم.
قامت جامعة جونز هوبكنز باستطلاعٍ أظهر أن (33 – 50) % من البالغين يتناولون مكملاتٍ متعددة. ومع أنَّ فرقة الخدمات الوقائيَّة الأميركيَّة (SPSTF)  قامت بمراجعة تأثيرها على جميع أسباب الوفيات، لكنها لم تجد أدلَّة كافية لتحديد الفوائد والأضرار.
يوضح “تشاك دينرشتاين”، دكتور في المجلس الاميركي للعلوم والصحة، أنه عندما أكمل دراسته بغية الحصول على شهادته العلميَّة في الكيمياء الحيويَّة في كليَّة دبلن الجامعيَّة في ستينيات القرن العشرين، وأثناء  إلقاء البروفيسور “دون هينجرتي” محاضرته في الكيمياء الحيويَّة الطبيَّة، سأله أحدهم عن قيمة تناول مكملات الفيتامينات، فأخبرنا انه عند اتباع نظام غذائي مناسب، ستحصل على جميع الفيتامينات التي يحتاجها الجسم ويتخلص من الزائدة منها ببساطة.
عن آيرش تايمز