مهرجان {سوق الشعر» الدولي

ثقافة 2019/06/18
...

عالية طالب
 
خمس عشرة سنة من بعد عام الفيل، اعتمد العرب مكانا يلتقون فيه للتجارة وقول الشعر فيعكظ بعضهم بعضا أي يغلبه ويقهره في التباهي والمفاخرة  فسمي ذلك السوق “ سوق عكاظ “، ويستمر تواجد الشعراء والتجار لعشرين يوما ما بين مكة والطائف ثم يرتحلوا الى سوق مجنة الذي لم يكن ملتقى شعري بل هو اشبه بمنتدى فكري وسياسي ينظرون ويحللون اوضاع المدينة واحوالها.
“ سوق الشعر العكاظي” شهد توافد شعراء من  امكنة بعيدة ليتباروا بقصائد  تتنوع ما بين الفخر،الغزل،الحب، الشجاعة، الايثار،الفروسية، وغيرها ..واستمر هذا التقليد  طويلا حتى توقف كما اشار “البكري “ في العام الذي خرجت الحرورية بمكة مع المختار بن عوف سنة 129ه.
في  عام 1983 تبنى الناشر “جان ميشيل “ و”أرليت ألبرت”  فكرة انشاء تجمع ادبي شعري اطلق عليه “ سوق الشعر” ، ليقام سنويا لمدة خمسة أيام في باريس في معرض “سانت سولبيس “ ، وبمشاركة واسعة من قبل المؤلفين والناشرين ليعرضوا نتاجاتهم الادبية والشعرية، ويشارك سنويا  ما يقرب من 500 ناشر ومجلة إبداعية في السوق ، مع أكثر من 300  مؤلف جديد ، ويتم اختيار اسم بلد ليكون هو  “ضيف شرف” المهرجان  وبمشاركة شعراء ذلك البلد وترافق اعمال المهرجان طبع  صحيفة مجانية ، بخمسين الف نسخة مع ملحق مخصص للبلد الضيف.
ضمن  التحضير لمهرجان  “ سوق الشعر الفرنسي” الذي سيقام هذا العام في العراق للفترة من 20-23 /6/2019 بتعاون فرنسي – الماني وباشراف الاعلامية “ بيرغيت سفنسون “ المسؤولة عن كتاب “ انانا” بجزأيه الاول والثاني والخاص بنتاجات مبدعات عراقيات في مجال “ القصة والشعر”  وبشركاء منظمون يمثلون المعهد الفرنسي في بغداد ومعهد غوته الالماني وسفارتي فرنسا والمانيا و قسم اللغة الالمانية والفرنسية في جامعة بغداد ومؤسسة المدى للثقافة والفنون والاعلام  ومعهد فلسبرغ للتعليم والتبادل الثقافي في العراق وايضا وزارة الثقافة العراقية .
ستقام جلسات شعرية لشاعرات شاركن في كتاب “انانا “ وايضا هناك دعوة مفتوحة للمؤلفين العراقيين لعمل حفلات توقيع كتبهم ضمن اعمال المهرجان التي ستتوزع ما بين المعهد الفرنسي وبيت المدى في المتنبي وقاعة المتحف العراقي في بغداد . 
 ومن فرنسا ستشارك الشاعرة نادين أغوستيني ، وسيلفيا جيست ، والألمانية غونتر أورث. بالإضافة إلى ذلك ، فإن فنسنت جيمينو ، أحد منظمي مهرجان سوق الشعر في فرنسا سيكون موجودا ايضا .
كما ستقام ورشة عمل مع محمد نصر الدين وجونتر أورث بمشاركة قسم الترجمة بجامعة بغداد و بيت الحكمة ، و دار المأمون للترجمة للتأكيد على أهمية الترجمة وإظهار المكاسب والخسائر التي تلحق بالنص وايضا التذكير بالدور التاريخي لبيت الحكمة في بغداد خلال العصر العباسي في القرن التاسع عندما تمت ترجمة النصوص العلمية من اليونانية والفارسية والآرامية إلى العربية وأعيد ترجمتها إلى اللغات الأوروبية وسيلتقي الضيوف الألمان والفرنسيون طلاب قسمي اللغات .
جهد دولي مميز تقف وراءه سيدة تحب العراق وتعمل لخدمه الابداع والثقافة والآداب ، ويبقى الشعر ديوان العرب ويبقى العراق عنوانا للشعر العربي على مر الزمان.