مادلين هولكومب
 ترجمة: بهاء سلمان

مرة أخرى، تتجدد الإشارة إلى نقطة أخرى ضد التدخين: فقد يتسبب في زيادة نوع من الدهون في الجسم مرتبطٍ بأمراض خطيرة، وفقاً لدراسة جديدة. فبحسب دراسة نشرت قبل عدة أيام في مجلة Addiction، ارتبط كل من البدء في التدخين وقضاء العمر في تدخين السكائر بزيادة دهون البطن. وأظهر تحليل آخر أن الزيادة قد تكون في الدهون الحشوية، وفقاً لمؤلف الدراسة الرئيس الدكتور “جيرمان كاراسكويلا”، عالم الأوبئة والأستاذ المساعد في معهد كارولينسكا في السويد.
لا يمكن رؤية الدهون الحشوية، فهي تحيط بأعضائك داخل بطنك؛ ومن الطبيعي والصحي أنْ تشكلَ الدهون الحشوية نحو 10 % من إجمالي دهون الجسم، وفقاً لعيادة كليفلاند. ومع ذلك، يمكن أنْ يؤدي الإفراط في الدهون الحشويَّة إلى حدوث الالتهابات، ما يسهمُ في الإصابة بأمراضٍ مزمنة.
ويقول كاراسكويلا في رسالة له بالبريد الإلكتروني: “إنَّ موقع الدهون الحشويَّة والطريقة التي تتفاعل بها مع وظائف أجسامنا تجعلها خطيرة بشكلٍ خاصٍ. يرتبطُ هذا النوع من الدهون ارتباطاً وثيقاً بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني، وغيرها من الحالات الأيضيَّة”.وأضاف أنَّ النتائج تظهر الحاجة إلى جهود واسعة النطاق لمنع التدخين والحد منه. ويشير كاراسكويلا في تصريح له الى أنَّ “تقليل أحد المخاطر الصحية الرئيسية بين مجاميع السكان من شأنه أن يقلل بشكل غير مباشر من خطر صحي رئيسي آخر”.

العادات السيئة تتحرّك سوية
أجرى فريق البحث تحليلاً إحصائياً يسمى العشوائية المندلية، والذي يستخدم الاختلافات الجينية لدراسة كيف تؤدي السلوكيات أو البيئات إلى نتائج صحية مختلفة. يقول كاراسكويلا: «من خلال فحص البيانات الجينية، يمكننا استنتاج ما إذا كانت العلاقة سببية، وتتجاوز الارتباطات».
تعدُّ الدراسة جيّدة التنفيذ، وعلى الرغم من أنها تقدم دليلاً قوياً على أنَّ التدخين وزيادة الدهون في البطن لهما علاقة سببيَّة، وليس مجرد ارتباط، إلا أنها ليست حاسمة تماماً، كما يقول «نافيد ستار»، أستاذ طب القلب والأيض في جامعة غلاسكو في اسكتلندا، إلا أنه لم يشارك في البحث.
ويضيف الدكتور «أندرو فريمان»، مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في مؤسسة الصحة في دنفر، أنه قد تكون هناك بعض العناصر المربكة التي تجعل الارتباط بين التدخين ودهون البطن أقوى. ويوضح فريمان، الذي لم يشارك في البحث، بأنه «تميل العادات السيئة أيضا إلى التحرّك معاً»، فعلى سبيل المثال، قد يلجأ الناس إلى البحث عن علبة السكائر عندما يشعرون بالتوتر، أو قد يدخنون بجانب احتسائهم للجعة، حسبما يقول.

هل أنت مستعد للإقلاع عن التدخين؟
ويقول كاراسكويلا إنَّ أحد الأسئلة الكبيرة التي لا تزال قائمة هو ما إذا كان الإقلاع عن التدخين يمكن أنْ يعكس تطوّر دهون البطن. لكن هذا لا يعني أن المدخنين يجب أنْ يترددوا في بدء رحلتهم للإقلاع عن التدخين، حسب وصفه. «نحن نعلم جميعاً أن التدخين سيئ، ويجب أنْ تستمر تدخلات الصحة العامَّة في التأكيد على التحسينات الصحية العامة المرتبطة بالإقلاع عن التدخين».
ويضيف فريمان أنه حتى خارج السكائر، فقد ارتبط استنشاق مواد اخرى، مثل الماريجوانا وتلوّث الهواء ودخان الطهي، بزيادة أمراض القلب والأوعية الدموية والرئة. «أي مادة مستنشقة تمثل أمراً سيئاً، والتخلّص منها يمثل دائماً أمراً إيجابياً».بيد أنَّ الإقلاع عن التدخين أمرٌ صعبٌ للغاية. يوصي فريمان مرضاه باستخدام برامج الدعم مثل الخط الساخن 1-800-QUIT-NOW وإيجاد طرق لإزالة وسائل الجذب، خاصة إذا كان لديك أصدقاء يدخنون أيضا. “إذا كان لديك شريكٌ مهمٌ في المنزل أو شخصٌ آخر في المنزل يدخن، فسيكون من الصعب حقاً الإقلاع عن التدخين. أقول دائماً للناس، إذا كان لديك أصدقاءٌ يدخنون وتحاول الإقلاع عن التدخين، فأخبرهم أنك ستراهم في غضون بضعة أشهر، على الرغم من مدى فظاعة ذلك”.ويشير فريمان إلى أنَّه قد يكون من المفيد أيضاً إيجاد طرقٍ جديدة للتعامل مع التوتر، لأنَّ هذا غالباً ما يكون محفزاً كبيراً يدفع الناس إلى التدخين؛ مضيفاً بأنَّ التمارين الرياضية لا تعدُّ فقط وسيلة جيّدة لتقليل التوتر، بل ثبت أيضاً أنها تساعد بشكلٍ فعالٍ في الإقلاع عن التدخين. “إنَّ ممارسة ثلاثين دقيقة يومياً من النشاط المثابر الذي يحفز التنفس هو أمرٌ مهمٌ حقاً”.
ويؤكد فريمان أنَّه مهما كانت ماهية الطريقة التي تتبعها في الإقلاع عن التدخين، فإنَّ الخطوة الأولى هي الوصول إلى النقطة التي تكون فيها مستعداً وراغباً في التخلّص من هذه العادة. قد يكون ذلك رغبة في أنْ تكون أقوى أو أكثر صحة، أو حتى لأجل مجرّد توفير المال. “إذا لم تكن مستعداً للإقلاع عن التدخين، فيمكنني أنْ أغطيك من رأسك إلى أخمص قدميك بضمادات وأعطيك أدوية تناسب وزن جسمك لمساعدتك على الإقلاع عن التدخين، ولن تقلع عن التدخين”.
شبكة سي أن ان الاخبارية الاميركية