بغداد: سرور العلي
تنطلق عشرون شابة من مختلف الاختصاصات العلمية والمهارات العالية في محافظة صلاح الدين، للقيام بالعديد من البازارات والورش في خطوة مثمرة نحو تعزيز التماسك الاجتماعي وبناء مجتمعات مسالمة، لا تتأثر بالنزاعات والصراعات، وتسليط الضوء على القضايا والأفكار الإيجابية، ليتشكل فيما بعد فريق أطلق عليه (نساء صلاح الدين للسلام).
تشير المتحدثة الإعلامية للفريق فردوس علي إلى أن هناك الكثير من الفعاليات التي تمت إقامتها، ومنها مبادرة بصمة أمل في قضاء طوزخورماتو، ومن خلالها نفذت ورشات تدريبية عدة، لبناء السلام والتماسك المجتمعي بين مكونات القضاء جميعاً، وورشة لمكافحة المخدرات، وأخرى تدريبية للرسم، كونه لغة عالمية، واختتمت المبادرة بإقامة معرض فني يرمز إلى السلام، وعقد ورشة تعلم الحاسوب للشباب، وتعلم المشاركون فيها مهارات كيفية استخدام الحاسوب، وآلية العمل والدراسة عليه، باستخدام البرامج بشكل صحيح، كذلك عمل الفريق ماراثون السلام، الذي أقيم على رحاب ملعب جامعة تكريت، واستهدف جميع طلبة المحافظات من كلا الجنسين، لنشر رسالة محبة بين الجميع، كما أقيمت مبادرة بناء القدرات للملاكات التدريسية في قضاء بلد، لإبراز دور الملاكات وتأثيرها في التماسك الاجتماعي داخل المدارس، وكيفية نشر الوعي بين الطلبة، فضلاً عن مبادرات أخرى ومنها مبادرة حوار السلام التي أقامها الفريق في قضاء تكريت، مركز المحافظة ليوم واحد فقط، واستهدفت مجموعة من المتطوعين الناشطين في أقضية المحافظة، وقادة فرق تطوعية مع ممثلين عن الحكومة المحلية، ومنها ديوان المحافظة ودوائر حكومية فعالة أخرى كالهجرة والمهجرين، والصحة والضمان الاجتماعي، ووحدة تمكين النساء وشعبة الشرطة المجتمعية، وشعبة مكافحة المخدرات، ومجموعة من التدريسيين في جامعة تكريت، وأعضاء لجان الأمن والسلام من أبناء المكون التركماني، وضباط في وزارة الداخلية، إذ تم اختيار المتطوعين الناشطين، وقادة الفرق التطوعية عن طريق إطلاق استمارة، تضمنت أسئلة عدة، منها ماهي احتياجات قضائك أو منطقة سكنك؟، وكيف سيساعد المدعوم من الحكومة المحلية الناشط في تلبية طموحات مجتمعه؟، وما هو دور الناشط في عملية بناء السلام في المحافظة؟ ودوره في العملية السياسية، ومن جهة أخرى تقديم بطاقة دعوة رسمية، وزيارات ميدانية لممثلي الدوائر الحكومية المذكورة آنفاً، لغرض دعوتهم ليوم المؤتمر.
يسعى الفريق إلى اتاحة الفرصة أمام النساء، وتمكينهن لصنع التغيير، والمساهمة في بناء السلام بين أبناء المحافظة، وإبراز دورهن بالتغيير في المجتمع.
آفاق جديدة
نجح الفريق مؤخراً بإقامة بازار (مهنتي في يدي)، في مدينة تكريت، واستهدف أربعين امرأة من أقضية مختلفة، فتم من خلاله عرض منتجات المشاركات، وتطوير أعمالهن والمشاريع الخاصة بهن، وكان الهدف منه رفع مستوى الوعي حول دمج النساء في سوق العمل، ومشاركتهن في هكذا نوع من البازارات، وفتح آفاق جديدة لهن، وايجاد فرص عمل من خلال الحضور والمشاركات، واكتساب خبرات ومهارات، وتبادل الثقافات والخبرات بينهن، مع أهمية تقديم الدعم والإسناد للأفراد، وتشغيل الأيدي العاملة، وفي الوقت ذاته تشجيع المنتوج الوطني، الذي يسهم في زيادة الدخل الأسري، وحصل الفريق على العديد من كتب الشكر والتقدير من المنظمات المحلية والدولية، وكذلك من مجلس الأمن الدولي.
صعوبات
أشارت فردوس إلى أن هناك العديد من الصعوبات التي واجهت الفريق ومنها، عائق المجتمع والبيئة، كون محافظة صلاح الدين تمتاز بطابع اجتماعي عشائري، وتسيطر عليها العادات والتقاليد التي تحدد أماكن عمل النساء في بعض المجالات، وتمنع عملهن في مجالات أخرى، ومن ضمنها أن تكون ناشطة مدنية واجتماعية، كذلك واجه الفريق تحديات أمنية وتم تجاوزها، عن طريق إشراك الجهات المعنية، ومنها قوات الأمن ووجهاء العشائر في النشاطات، مع الحكومة المحلية في محافظة صلاح الدين، ووجهاء العشائر في مبادرة الحوار السلمي، وجسدت معاناة الصم والبكم، وسلط الضوء على هذه الشريحة في المجتمع، وتكللت بنجاح باهر.
مؤكدة «يتم تمويل الفريق من قبل البرنامج الانمائي للأمم المتحدة في العراق UNDP».
لمستقبل أفضل
ما يدفع الفريق للاستمرار والتشجيع على التقدم، وإنجاز المزيد هو حدوث تغيير في المجتمع، ونشرالسلام وتغيير النزعة في تفكير الشباب، للحد من الانجراف للمجاميع الإرهابية، فضلاً عن الدعم الذي يتلقاه عند إقامة المبادرات.
وختمت فردوس علي حديثها بالقول: «علينا أن نعمل معًا لبناء مستقبل أفضل، قائم على السلام والمحبة والتسامح، لتعزيز روح التعاون بين جميع القوميات والمكونات، ولنجعل من العراق مثالًا للتعايش والازدهار، ولنستمر في دعم بعضنا البعض في كل الظروف.