كتب رئيس التحرير:
ينبغي أنْ لا تُترك المنطقة لمغامرات المجانين مُشعلي الحرائق. تلك خلاصة الرسالة التي وجَّهها رئيس الوزراء السيّد محمّد شياع السودانيّ أمس إلى الرئيس الأميركي والزعماء الأوروبيين. وهي في الحقيقة رسالة للعالم كلّه وبالأخصِّ لأولئك القادرين على بذل جهد من شأنه تغيير دفّة الوقائع وحرفها عن جادّتها الحاليَّة، وهي كما يعرف الجميع جادّة مؤدّية إلى الكارثة.
كان المعطى الاقتصاديّ هو الملمح الأبرز في رسالة السودانيّ، لأنَّ الاقتصاد اللغة العالميَّة التي يتحدّثها الجميع بطلاقة. فهو خطاب رئيس وزراء الدولة التي فيها خزائن احتياطيّ العالم من الطاقة، وحين يحذّر من اهتزاز الاقتصاد العالميّ ويضع إصبعه على علامات انتكاسة مقبلة فإنَّ على الجميع الإصغاء لما يقول.
الرسالة على وجازتها، رسمتْ ملامح الأزمة، فهي سمَّت الكيان المعتدي وعدَّدتْ جرائمه التي أوصلت العالم إلى حافة الانهيار، وحيّتْ بعض المواقف الأوروبيَّة التي يمكن أنْ تلجم هذا الكيان، وأوضحتْ موقف العراق الداعي إلى التهدئة والساعي إلى نبذ لغة الحروب والعنف وتغليب الخطاب الداعي إلى تنمية الاقتصاد وإحلال السلام وصولاً لما فيه خير جميع شعوب المنطقة.
سعى العراق منذ بدء الأزمة إلى تجنّب أنْ يكون طرفاً فيها إلّا في حدود الجنبات الإنسانيَّة والأخلاقيَّة وما يُمليه ضميره العربيّ والإسلاميّ. وتأتي رسالة السودانيّ أمس لتؤكّد هذا التوجّه وتشدِّد على أنَّ هدف تجنيب العراق عواقب التصعيد أمرٌ يجب أنْ يتحمَّله المجتمع الدوليّ أيضاً كما تحمّله العراق بصبر وحكمة.